عالم الكمبيوتر

خبير: ضرورة الاستفادة من تقنيات الويب الجديدة في تطوير التعليم

قال سيلي براون – الاستشاري وكبير العلماء السابق في مركز أبحاث بالو – في مؤتمر عن التكنولوجيا والتعليم في معهد ماسوشيتس للتكنولوجيا بمناسبة مرور ثمانية أعوام على الشراكة بين ميكروسوفت والمعهد حول استخدام التكنولوجيا في التعليم، وأكد أن التعليم يتجه بشكل كبير نحو النمط التفاعلي والتعاوني في التعلم، وطالب بضرورة الانتقال بعملية نقل المعرفة من مجرد تلقين أو شرح من معلم أو خبير إلى الطالب السلبي إلى أشكال أخرى عملية غير رسمية من التعلم.

من الضروري أن يتحمس الطالب لموضوعات بعينها، ولا يتحقق ذلك إلا عندما تكون الدراسة في مجموعات أو من خلال المشاركة في تجمعات على الإنترنت. وقال سيلي براون: “إننا نتعلم من خلال تفاعلاتنا مع الآخرين أثناء تنفيذ أشياء حقيقية، ولست أقول بأن المعرفة ذات بناء اجتماعي، ولكن فهمنا لها يكون من خلال بناء اجتماعي”.

في أحد الأمثلة يعمل طلبة في كليات الهندسة قسم التصميم المعماري في مشروعات تصميم جماعية في مكان عام، حيث يشرح الأستاذ للطلبة تعليمات المشروع، ويقدر مساهمة الطلبة وتعاونهم ويشجعهم على ذلك مع تقدير الإنجاز الفردي، ويؤدي التعاون بين الأقران في تنفيذ مشروعات مشتركة عامة إلى استفادة الجميع من طريقة تفكير كل منهم، ومن الممكن أن يؤدي تطور الإنترنت إلى تسهيل هذا المنهج، فأدوات الويب الجديدة Web 2.0 مثل المدونات وأدوات المساهمة السريعة تجعل مشاركة المعلومات وإنشاء المحتوى أسهل بكثير.

تدور مواقع الإنترنت الاجتماعية حول العديد من الموضوعات، فالفلكيون الهواة على سبيل المثال يتبادلون المعلومات فيما بينهم ومع المحترفين، وبعض الجامعات تستخدم منهج جماعات الويب، فجامعة براون على سبيل المثال أنشأت موقعا لجذب الخبراء لمناقشة إحدى الروايات، وتنفيذ هذه العملية على الملأ يمنح الطلبة قدرة على التعلم من الجدل العلمي.

تساعد الإنترنت في حدوث تحول من نموذج التعليم الكلي حيث يتم نقل المعلومات من الخبراء إلى المستهلكين إلى موقف يتيح للأفراد إنشاء المحتوى على الإنترنت من خلال استخدام محتوى موجود، واستدل سيلي براون بفيديو يعتمد على المسار الصوتي لفيلم ماتريكس تم تطبيقه على قصة كوميدية يابانية، وهذا النوع من النشاط يشجع الأفراد من كل الأعمار على التعلم في موضوع معين، وقال بأن هناك طبقة متنامية من عشاق الإنترنت تضم الباحثين والعلماء والمخترعين والمصممين والمهندسين والأطباء، ويفرض استخدام هذه النوعية الجديدة من الدورات التدريبية في الفصول والمحاضرات بعض التحديات، ومن هذه التحديات تعديل ممارسات التقييم لتشجيع الطلبة والمتعلمين على المساهمة والتعاون.

ويرى سيلي براون بضرورة الجمع بين الطريقتين في التعليم، حيث يمكن تدريس المعرفة الأساسية والتفكير النقدي بالطريقة التقليدية، ولكن ينبغي أن يكمل ذلك التدريس من خلال ما أسماه سيلي براون التعليم عن حب الذي يركز على تفاعل الطلبة بشكل أقوى مع الخبراء في المجالات المختلفة.

زر الذهاب إلى الأعلى