أخبار قطاع الأعمال

سوني تطلق مشغل الألعاب بلاي ستيشن 3 في اليابان

بعد طول انتظار وبعد أن تعرضت الضغط الإعلامي والنفسي العنيف، أطلقت شركة (سوني) مشغل الألعاب الشهير (البلاي ستيشن 3 PlayStation )، واصطفت الطوابير الطويلة أمام مختلف المتاجر يوم أمس ونفد مخزون مختلف المتاجر من مشغل الألعاب، وهو نمط يتوقع الكثيرون تكراره حول العالم.

مساء أمس احتشدت جماهير المستهلكين لساعات أمام متجر الإلكترونيات الشهير (بيك كاميرا) في وسط طوكيو للحصول على واحدة من هذه الأجهزة، وكان الحماس هائلا وأمسك موظفو المتجر سماعات تكبير يطالبون فيها الجمهور بالتوقف عن التزاحم والتدافع، محذرين أن عمليات البيع ستتوقف إذا حدثت أي إصابات!

وقال تاكايوكي ساتو (30) عاما: “الوقوف هنا في الطابور اليوم هو السبيل الوحيد للحصول على هذا الجهاز”، ورغم أن المتجر رفض إدلاء أي تصريحات حول عدد الوحدات التي يمتلكها، فقد نفد مخزونه من مشغل الألعاب قبل الساعة الواحدة ظهرًا.

وقد تواردت الأخبار بشأن قلة المخزون أثارت تذمر العملاء في متاجر أخرى في اليابان، ومن المعروف أن شركة سوني تعاني من مشكلات في الإنتاج، واستطاعت بالكاد طرح 100 ألف جهاز (بلاي ستيشن 3) لليابان، و400 ألف وحدة لشحنها للولايات المتحدة في 17 نوفمبر، واضطرت الشركة إلى تأجيل إطلاق الجهاز في أوروبا حتى شهر مارس المقبل.

عبر (كين كوتاراجي)، مدير وحدة الألعاب بشركة سوني ويطلق عليه “أبو البلاي ستيشن”، عن سعادته الكبيرة للاستقبال الحافل والكبير الذي حظي به الجيل الثالث من مشغل الألعاب الشهير، وقال “أنا سعيد للغاية لأن العديد من الناس كانوا ينتظرون، استمتعوا بالجيل القادم من الترفيه”.

يعمل مشغل الألعاب (بلاي ستيشن 3) بمعالج الكمبيوتر الجديد (سيل Cell) ويتوافق مع أقراص الفيديو (بلو راي Blu-ray)، مما يمكنه من تشغيل الألعاب والرسوميات الشبيهة بالحقيقة ويمنح اللاعبين ممارسة الألعاب التي تبدو مثل الواقع الحقيقي.

ستعاني شركة (سوني) مع ذلك من الخسائر لبعض الوقت، بسبب كل جهاز (PS3) تم بيعه، بسبب التكاليف العالية للأبحاث والإنتاج التي تم إنفاقها على هذا الجهاز المتطور، ولم تتوفر سوى خمسة ألعاب فقط لتشغيلها على جهاز (بلاي ستيشن)، وهذه الخسارة تأتي في وقت تناضل فيه شركة الترفيه والإلكترونيات اليابانية، المعروفة بمشغل الألعاب النقال “ووكمان” وسلسلة افلام “الرجل العنكبوت” لاستعادة مكانتها وتوازنها في السوق.

ففي السنوات الأخيرة، تعثرت شركة سوني بسبب منتجات مثل أجهزة التليفزيون المسطحة ومشغلات الموسيقى الرقمية، ولكنها حققت تقدما في محاولات استعادة المكانة منذ عامين من خلال العودة إلى الأساسيات في عمليات الأجهزة الإلكترونية. وأي تعثر لجهاز البلاي ستيشن في السوق سيمثل ضربة ضخمة لسوني، في الوقت الذي تعاني فيه أصلا من تشوه سمعتها بسبب السحب العالمي الضخم لبطاريات أيون الليثيوم للحاسبات الدفترية بعد اكتشاف عيوب كبيرة بها.

وفي حركة غير مسبوقة، قامت شركة سوني بتخفيض سعر (البلاي ستيشن) الرخيص أصلا قبل إطلاقه في اليابان بنسبة 20 في المائة ليصبح 420 دولارا في خطوة اعتبرها بعض النقاد محاولة بائسة للحفاظ على حصتها من السوق في مواجهة منافسة شرسة وخطيرة مع (وي من نينتيندو) و(إكس بوكس 360 من ميكروسوفت).

ويتوقع المحللون أنه سيكون من الصعب على شركة سوني الاحتفاظ بهيمنتها على السوق التي تبلغ 70 في المائة والتي حققتها من خلال الأجيال السابقة من مشغل (البلاي ستيشن)، وستخسر شركة (سوني) بعض هذه الهيمنة لصالح خصومها خاصة (نينتيندو)، وخلال السنوات السابقة باعت (سوني) أكثر من 200 مليون جهاز (بلاي ستيشن).

كان من المفترض أن يتم إطلاق المشغل في مارس الماضي، ولكن تم تأجيله إلى نوفمبر، وفي سبتمبر، تم تأجيل إطلاق الجهاز في أوروبا لأربعة شهور أخرى، ورغم أن سوني ملتزمة بخطتها تسويق 6 مليون جهاز (PS3) في جميع أنحاء العالم قبل نهاية مارس من العام المقبل، ما زال البعض يعتقد أنها ستخفق في هذا الالتزام. ونوه أحد المراقبين بأن الأمر سيستغرق من سوني خمس سنوات لاستعادة النقود التي استثمرتها في تطوير(بلاي ستيشن 3)، وربما 10 سنوات إذا لم تأخذ سوني حذرها. بينما يرى محلل آخر، بمعهد دايوا للأبحاث، أن الخسائر الأولية لن تكون مؤلمة، حيث ستحقق مبيعات (بلاي ستيشن) أرباح ثابتة لشركة سوني قبل نهاية 2008، حتى لو تقلصت حصة المشغل في السوق إلى 60 في المائة.

زر الذهاب إلى الأعلى