عالم الكمبيوتر

جوجل تعلن الحرب على منافسيها في مجال إدخال التقنيات الرقمية إلى مكتبات العالم

يبدو أن الصراع بين أكبر الشركات التقنية قد اتخذ اتجاه جديد فهاهو الصراع يشتعل في مجال تزويد المكتبات بالتقنية الرقمية وهو صراع بين كل من جوجل من ناحية والتحالف المضاد والذي تقوده كل من مايكروسوفت و ياهو.

ففي أغسطس الماضي أعلنت جوجل عن مشروعها الطموح (Google Book Search) ويهدف هذا المشروع إلى استخدام التقنيات الرقمية المتقدمة في تحويل كافة الإعمال الأدبية إلى مواد متوفرة على الإنترنت لجمهور المستخدمين. وهو المشروع الذي ألزم الشركة بإبرام اتفاقيات مشاركة مع أكبر جامعات ومكتبات العالم مثل المكتبة العامة في نيويورك وجامعة (Complutense) في مدريد بالإضافة إلى جامعة كاليفورنيا. كما أعلنت جامعة ويسكنسون مؤخراً عن تقديمها لكافة الكتب التي تمتلكها لتكون تحت تصرف جوجل.

وقامت جوجل بتخزين تلك الكتب التي وُضعت تحت تصرفها على نطاق عام على الإنترنت جنباً إلى جنب بجوار تلك الكتب المحمية وفق قانون حقوق الطبع والنشر وذلك من خلال الحصول على موافقة الكاتب أو حتى بدون موافقته. وقامت جوجل باستخدام خبرتها الطويلة في عالم البحث لتقوم بإضافتها إلى ذلك المشروع الطموح.

وقد أثار هذا المشروع صخب وجدل كبيران في أوساط المؤلفين والأدباء والذين أكدوا أن شركة جوجل ليست لها أي حق في نشر كتبهم مجاناً أمام الجمهور. كما أثار تفضيل جوجل للغة الإنجليزية في مشروعها لبعض الجدل وهو ما دعا جوجل للتأكيد على نيتها المستقبلية بتوفير الخدمة باللغة الفرنسية في المشروع. وقد جذبت فكرة هذا المشروع العديد من الجامعات والمؤسسات). ويحتوي المشروع الآن على نحو 35 ألف عمل ومن بينها الأعمال الخاصة بمشروعات أخرى مماثلة مثل مشروع (Gutenberg).

وقد أكد أحد المحللين على خطورة أن يظل هذا المشروع الطموح حكراً على شركة بعينها وذلك حتى لا يتم استغلاله وفق المصالح والأهداف التجارية التنافسية. وقد أثار هذا المشروع دوافع الغيرة عند شركة ياهو والتي أعلنت عن تمويلها لمشروع مماثل يهدف إلى إدخال تقنيات الرقمية إلى نحو 18 ألف كتاب مختلف كما أعلنت عن تصميمها لمحرك بحث خاص بهذا المشروع. وهو ما دفع مايكروسوفت لإعلان تحالفها مع ياهو في هذا المشروع. وقد أعلنت مايكروسوفت عن نيتها استخدام التقنية الرقمية مع نحو 150 ألف كتاب. وقد أعلنت مايكروسوفت عن نيتها ضم هذه الكتب إلى المجموعة الخاصة بمنظمة (OCA) وهي منظمة معنية بتحويل الكتب التقليدية إلى كتب رقمية كما أنها لا تهدف للربح من وراء عملها.

كما تخطط مايكروسوفت لإطلاق محرك بحث خاص بالكتب وهو المحرك الذي أطلقت عليه اسم (Windows Live Books Search) ومن المقرر أن يرى النور في أواخر العام الحالي. وقد سارت مايكروسوفت على نهج جوجل عندما دعت كل الكتاب والمؤلفين لتقديم أعمالهم لتلك المشروعات الطموحة حتى يتمكن المستخدمين منا الانتفاع بها.

يذكر أن مايكروسوفت تعمل جاهدة الآن لكي تتمكن من الوصول إلى المستوي جوجل في هذا المجال. ولتحقيق هذا المستوي تعاقدت مايكروسوفت مؤخراً مع شركة (Kirtas) وهي شركة متخصصة في صناعة الماسحات الإلكترونية والتي يمكنها في ثمانية دقائق أن تحول أي كتاب عادي إلى كتاب رقمي. ومن المقرر أن تقوم مايكروسوفت بإدخال التقنية الرقمية إلى المكتبة الخاصة بجامعة (Cornell). ولم تُعلن كل من مايكروسوفت و جوجل عن عدد الكتب التي قاموا بتحويلها رقمياً حتى الآن.

ويتوقف مستقبل تلك المشروعات على العديد من العوامل ومن أهمها بالطبع الأحكام القضائية المنتظرة والخاصة بحقوق الطبع والنسخ وحقوق الملكية الفكرية التي يعتمد عليها المفكرين والأدباء في رفضهم للفكرة.

زر الذهاب إلى الأعلى