برامج وتطبيقات

الجيش الأمريكي يراقب مدونات الجنود على الإنترنت

تخضع مدونات الإنترنت (blog) التي يدونها الجنود الأمريكيون في الخطوط الأمامية في جبهتي العراق وأفغانستان لرقابة صارمة من الجيش الأمريكي، خوفا من إفشاء أسرار عسكرية أو معلومات تهدد الوجود الأمني للمارينز. تنتمي الإدارة التي أسند إليها مراقبة المدونات الرسمية وغير الرسمية ومواقع الويب إلى خلية تقييم مخاطر الويب وتفحص أي معلومة تهدد سلامة وأمان الجنود الأمريكيين، وتتولى الإدارة فحص المدونات خشية تضمنها مستندات رسمية أو معلومات اتصال شخصية أو صور أسلحة أو مداخل للمعسكرات.

في بعض الحالات، تكون مثل هذه المعلومات خطيرة للغاية، ففي إحدى المرات قام أحد الجنود في مدونته بوصف مهامه كحارس، ووضع صورا لموقعه وشرح كيفية استغلال الثغرات الموجودة به، ونشر جنود آخرون صورا لأسلحة الجيش التي دمرتها دبابة معادية ووضع ثالث معلوماته الشخصية التي قد تهدد سلامة عائلته.

حسب قول رئيس وحدة المراقبة: “إننا في حالة حرب، وكلما قل ما يعرفه العدو كان ذلك أفضل لسلامة جنودنا. ففي الأيام الأولى من العمليات في الشرق الوسء لم تكن هناك أي جهة رسمية لتشرف على مواقع الويب التي ظهرت بأعداد كثيرة كوسيلة تواصل بين الجنود وعائلاتهم، حيث يكتبون فيها كل ما يحدث لهم في حياتهم اليومية”.

تتكون وحدة المراقبة من جنود نشطين وأفراد من الحرس الجمهوري والاحتياطي من ميريلاند وتكساس وواشنطن، وبدأت أعمالها في 2002 وتم توسيعها في عام 2005 لتشمل مواقع النطاق العام بما في ذلك المدونات.

لن يكشف الجيش الطرق والأدوات التي يستخدمها للعثور على المواقع ومراقبتها، كما لن يكشف حجم الوحدة أو الشركات المساهمة، وتتضمن وزارة الدفاع الأمريكية وحدة مشابهة تسمى خلية تقييم مخاطر الويب المشتركة، ولكن وحدة الجيش هي الجهة الوحيدة التي تراقب مواقع غير عسكرية.

يتحتم على الجنود الراغبين في إنشاء مدونات تسجيل مواقعهم لدى مكاتب القيادة التي تراقب المواقع بشكل رباعي وفقا لمستند من أربع صفحات يضم الإرشادات والتعليمات المنشورة في أبريل 2005 بواسطة القوات متعددة الجنسيات بالعراق. وقام أحد الضباط بفهرسة آلاف المدونات العسكرية في موقع يسمى miblogging.com، ويعلق جندي آخر قائلا: “إنها وسائل تواصل جديدة سواء المدونات أو البث الصوتي أو مقاطع الفيديو عبر الويب، والجيش يفعل ما بوسعه لتأمين سلامة الجنود والقوات”.

تقوم خلية المراقبة بمراجعة مئات الآلاف من المواقع كل شهر، وأحيانا تطلب من الجنود إلغاء بعض المعلومات أو حذفها، وإذا لم يذعن الجندي يتم اللجوء إلى القيادة المباشرة له لحل المشكلة. ويقول مدير الوحدة إن هذه الخلية أشبه بهيئة تصحيح سياسي، حيث تحاول تحديد المحتوى الضار وتوعية الجنود بالمخاطر المحتملة لسوء استخدام هذه المعلومات من قبل الإرهابيين الذين يضرون بمصالح الولايات المتحدة – على حد قوله.
تصل العقوبات إلى حد نزع الرتبة والغرامة، وإجبار الجندي مؤلف المدونة إلى حذف أو مسح المدونة إذا كانت تحتوي على معلومات غاية في الخطورة والسرية. ويؤكد مدير الوحدة بأن المدونات العسكرية وسيلة ممتازة للجنود للتعبير عن أنفسهم على نطاق واسع وتبادل خبراتهم مع بقية العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى