عالم الكمبيوتر

(إكس بوكس) يشجع ميكروسوفت على خوض غمار صناعة المعالجات

ميكروسوفت ليست غريبة على صناعة مكونات الحاسب، فالماوس ولوحة المفاتيح اللذان يحملان ماركتها كانا من ضمن أفضل مكونات الحاسب الثانوية لأكثر من عشر سنوات، وتحاول ميكروسوفت الآن أخذ زمام الريادة في تصنيع أجهزة التواصل مثل الهواتف وكاميرات الويب.

وإذا كان من السخيف أن نقارن بين خبرة ميكروسوفت في تصنيع مكونات الحاسب مع مثيلتها في شركة (ديل) التي تصنع تقريبا كل مكونات الحاسب، ولكن سيكون من الخطأ أن نقول أن عملاقة البرمجيات ليست لديها خبرة في إنتاج وبيع الحاسب. في الواقع، لقد أنتجت ميكروسوفت واحد من أنجح (أجهزة الكمبيوتر) في التاريخ الحديث، برقم مبيعات يتخطى 30 مليون جهاز.

بالطبع نقصد جهاز (إكس بوكس Xbox)، فرغم أن الإصدار الأصلي منه كان يتكون بشكل أساسي من أجزاء جاهزة من إنتاج شركات أخرى، لكنه أثبت على الأقل أن ميكروسوفت تعرف جيدا ما تفعله، وتم تطوير مشغل الألعاب الشهير مع زيادة عدد المكونات المصممة خصيصا وفقا لمواصفات ميكروسوفت.

فما هي الخطوة التالية لميكروسوفت؟ صدق أو لا تصدق، تفكر ميكروسوفت في إنشاء قسم لتصميم الشرائح الإلكترونية، فقد أعلن تشارلز بي ثاكر، خبير الكمبيورت ومهندس ميكروسوفت، في حوار صحفي مع نيويورك تايمز عن إنشاء معامل مشتركة في ميكروسوفت ووادي السليكون تحمل اسم “مجموعة بنية الكمبيوتر المعمارية”.

وألمح (ثاكر) إلى أن جهاز (إكس بوكس) من أحد الأسباب الأساسية لاهتمام ميكروسوفت في إنشاء قسم لتصميم الشرائح الإلكترونية، فقد كان أول جهاز إكس بوكس يحمل معالج (Mobile Celeron 733) من إنتاج إنتل، وكان كافيا وقتها، أما جهاز (إكس بوكس 360) فيتضمن معالج (PowerPC) ثلاثي النواة من إنتاج شركة آي بي إم. تقول الإشاعات بأن معالجات (إيه إم دي) كانت هي الاختيار الأصلي لجهاز (إكس بوكس) الأصلي، ولكن (إنتل) تفوقت في الساعة الأخيرة. ومن حيث قوة الجرافيك والرسوميات، قدمت شركة (نيفيديا) معالج الرسوميات (GeForce 3.5) لجهاز (إكس بوكس) الأول، ثم قدمت شركة (إيه تي آي) معالج الرسوميات (Xenos R500) في جهاز (إكس بوكس 360)، وقدمت شركة (نيفيديا) معدات الصوت والشبكة لنفس الجهاز.

من الواضح أن ميكروسوفت تعتمد بشدة على مساعدة خارجية في إنتاج مشغل الألعاب، ورغم أن إسناد تصنيع المكونات لشركات متخصصة ساعد في إنشاء أجهزة قوية، لكن كشف أسرار ميكروسوفت لأطراف خارجية يعرضها لمستويات معينة من المخاطرة وعدم الاستقرار، ولهذا فإن معامل “مجموعة بنية الكمبيوتر المعمارية” تمثل محاولة لتقليل الاعتماد على الشركات الأخرى، ويقول ثاكر بأن ميكروسوفت تتطلع إلى التقنيات الأخرى بجانب تقنيات الألعاب مثل التعرف على الصوت.

من المزايا الأخرى التي تحاول ميكروسوفت تحقيقها من خلال تصميم شرائحها الإلكترونية بنفسها هو زيادة مستويات التحكم والسيطرة في تفاعل برمجياتها ونظم التشغيل مع مكونات الحاسب من الأجهزة والمعدات، ومن خلال الإشراف على هذا الجسر بين البرمجيات والمعدات، ستستطيع ميكروسوفت تحقيق إنجازات لا تستطيعها شركة مثل إنتل التي تنتج الآن معالجات لحاسبات أبل وبرمجياتها.

ويقول ثاكر بأن تصنيع ميكروسوفت لمعالجاتها الخاصة يمثل نقطة فارقة في تاريخ الصناعة، ورغم أن مصنعي المعالجات الآخرين يقولون بأن المعالجات لن تصبح أسرع من ذلك، فإننا نقول العكس، ونؤكد أنه من الممكن تحسين أدائها واستغلالها بالصورة المثلى، وبدلا من تبني منهج تقليدي في تصنيع المعالجات، ستتجه ميكروسوفت للمعالجة المتوازية وهو الاتجاه الذي يغلب على أغلب شركات تصنيع المعالجات في الوقت الحالي.

ستقتصر مهمة مجموعة بنية الكمبيوتر في الوقت الحالي على التصميم وتغيير مواصفات المعالجات، ولكن بدون إنتاجها، مما يقلل من العائق المحتمل في الدخول في تصميم الرقائق والشرائح الإلكترونية، ويؤكد المراقبون بأن ميكروسوفت ما زالت بعيدة للغاية عن الوصول إلى مستوى الخبرة الراقية العالية التي تتمتع بها شركات ذات قامة معروفة في تصنيع المعالجات مثل إنتل وآي بي إم وإيه إم دي ونيفيديا وإيه تي آي وفايا. كما أن مشغل الألعاب الذي يحتوي على مكونات من تصميم ميكروسوفت أمامه أربع سنوات حتى يظهر للوجود.

زر الذهاب إلى الأعلى