أخبار قطاع الأعمال

واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر تعلن عن صندوقين بقيمة 130مليون دولار

أعلنت واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر عن إطلاق صندوقين استثماريين لشركات التمويل المُخاطر تبلغ قيمتهما معاً 130 مليون دولار أمريكي، كما أعلنت عن أسماء المؤسسات الدولية المتخصصة التي ستدير هذين الصندوقين. ويؤكد محللون مختصون أن هذين الصندوقين يمثلان محطةً مهمةً في مسيرة دولة قطر لتكون إحدى أهم الوجهات المفضلة في العالم لإطلاق شركات التقنية الناشئة.

أما الصندوقان فهما “صندوق الشركات الناشئة” New Enterprise Fund وقيمته 30 مليون دولار أمريكي و”صندوق الشركات التقنية” Technology Venture Fund وقيمته 100 مليون دولار أمريكي. حيث سيستثمر الصندوق الأوَّل في الشركات الناشئة فيما سيستثمر الصندوق الثاني في الشركات التقنية الواعدة التي قطعت شوطاً في مسيرتها، والصندوقان مخصصان للشركات الواقعة والعاملة في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر. ويدير هذين الصندوقين تجمُّعٌ يضمُّ “أوكسفورد كابيتال بارتنرز” Oxford Capital Partners، وهي شركةٌ متخصصةٌ في استثمارات التمويل المُخاطر مقرُّها بالمملكة المتحدة وتعمل على دعم الشركات العلمية والتقنية الناشئة وبنك قطر الوطني ومجموعة “أنسباخر” Ansbacher التابعة له والتي تقدِّم حلولاً ماليةً مُصممةً للمؤسسات والأثرياء في كافة أنحاء العالم.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أوليان روبرتس الرئيس التنفيذي لواحة العلوم والتكنولوجيا في قطر: “تكمن رؤيتنا في جعل اقتصاد المعرفة في دولة قطر نشطاً وفاعلاً في الساحة الدولية، لذا فقد حرصنا على أن يكون مديرا الصندوقين من المؤسسات المتخصصة ذات النشاطات العالمية والمعرفة المحلية على حدٍّ سواء. إذ تقدم أوكسفورد كابيتال بارتنرز وبنك قطر الوطني ومجموعة أنسباخر مساهمةً مهمةً وغير مسبوقة في هذه الشراكة الطموحة، حيث تمتاز هذه المؤسسات بخبرة عميقة وواسعة وبما يضمن لنا أن يحقق هذان الصندوقان النجاح المنشود”.

وجديرٌ بالذكر أن الصندوقين اللذين تم الإعلان عنهما هذا الشهر يوفران رأس المال لتسويق التقنيات التي تم تطويرها في دولة قطر وخارجها. أما “صندوق الشركات الناشئة” فيعمل على نقل التقنيات من المختبرات إلى الأسواق من خلال تقديم رأس المال المؤسِّس للشركات الناشئة، بينما “صندوق الشركات التقنية” يقوم باستثمارات في الشركات التقنية الواعدة التي قطعت شوطاً في تطوير تقنياتها، وذلك لمساعدتها على تعزيز إنتاجيتها وتطوير تقنيات غير مسبوقة. ويأتي إطلاق هذين الصندوقين بعد أن أطلقت واحة العلوم والتكنولوجيا في 5 سبتمبر 2006 “صندوق إثبات الفكرة” Proof of Concept الذي يقدِّم منحاً للباحثين الذين يتخذون من دولة قطر مقراً لهم وذلك لتقويم ابتكاراتهم وتطويرها.

كما تعمل واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر على بناء حاضنة للأعمال لتوفر من خلالها للشركات الناشئة موقعاً مناسباً، والبرامج التدريبية المناسبة للارتقاء بمهارات إداراتها.

من جانبه، قال السيد إدوارد موت مؤسِّس ورئيس مجلس إدارة “أكسفورد كابيتال بارتنرز”: “لقد عملنا في أكسفورد كابيتال بارتنرز على رصد الشركات التقنية الناشئة والاستثمار فيها، في أوروبا والولايات المتحدة الأميركية طيلة العشرين عاماً المنصرمة، غير أن ما نراه في دولة قطر اليوم يبدو مختلفاً. إذ أن الدولة تملك رؤيةً طموحةً وبعيدة الأمد وهي تنفيذ استثمارات ضخمة في مجال التعليم والعلوم والبحوث التطبيقية، وهذا يعطينا الثقة التامة بأن صندوق الشركات الناشئة وصندوق الشركات التقنية سينجحان في تحقيق دعم اقتصاد المعرفة في قطر”.

وفي السياق نفسه قال السيد فينس كوك المدير العام للعمليات المصرفية للشركات وأسواق رأس المال في بنك قطر الوطني: “يشرِّفنا في بنك قطر الوطني أن نقيم هذه الشراكة الطموحة والناجحة مع مؤسسة قطر. إننا نؤمن أن مستقبلنا يكمن في تطوير تقنياتنا. وقد حققت دولة قطر نهضةً شاملةً في ضوء احتياطات الغاز الضخمة التي تملكها ومن خلال إدارتها المالية الحكيمة ورؤيتها السديدة. ومن هذا المنطلق، أضحى بإمكاننا جميعاً الاستثمار في بناء مستقبل قطر. ويسرُّنا في بنك قطر الوطني، ومعنا مجموعة أنسباخر، أن نساهم بخبرتنا المالية الواسعة من أجل أن يحقِّق الصندوقان اللذان أطلقتهما واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر الغاية المنشودة منهما”.

هذا ومن المقرَّر أن تقدِّم مؤسسة قطر القيمة الكاملة لصندوق الشركات الناشئة، كما ستقدِّم 20 مليون دولار من قيمة صندوق الشركات التقنية، على أن يقوم مديرا الصندوقين بجمع بقية الاكتتابات في وقت لاحق من هذا العام. ومن المتوقع أن يدخل الصندوقان حيز التشغيل في مطلع عام 2007، كما من المتوقع أن يتقدَّما بطلب للعمل انطلاقاً من مركز قطر المالي على أن يخضعا للسلطة التنظيمية لهذا المركز.

ويُشار هنا إلى أن واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر قد تأسست لتوطيد دعائم اقتصاد المعرفة في الدولة من خلال تعزيز العلاقة بين الصناعة والمؤسسات الأكاديمية والبحثية. والواحة هي جزءٌ من مؤسسة قطر، وهي تعمل على مقربة من نخبةٍ من أهمِّ الجامعات العالمية العريقة مثل جامعة كارنيجي ميلون في قطر وجامعة تكساس أيه أند إم وكلية طب وايل كورنيل في قطر وغيرها، وقد أسست هذه الجامعات مراكز بحثية مهمة تابعة لها. وسيساعد الصندوقان اللذان أطلقتهما واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر على تسويق البحوث التي تنتجها هذه الجامعات واستقطاب الشركات التقنية الناشئة من كافة أنحاء العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى