أخبار الإنترنت

اللبنانيون يلجئون إلى الإنترنت لفك الحصار المفروض عليهم

من الواضح أن اللبنانيون وفي ظل محنتهم الحالية يبحثون دائما عن متنفس لأحزانهم وسنرى أن العديد من اللبنانيون وجدوا في الإنترنت ضالتهم. حيث أن المواطنين اللبنانيون الذين اتجهوا للإنترنت ومواقع المدونات توجهوا إليها للتعبير عن رغباتهم وأشواقهم وكذلك أحزانهم في خضم تلك المعارك الدائرة في لبنان الخضراء.

وسنري أن كافة فئات وعناصر المجتمع اللبناني تكاتفت للمرور من هذا المأزق الحالي فهاهي الفنانة زينة الخليل اتجهت هي الأخرى نحو عالم المدونات وتعبر عن مشاعرها ورغبتها في أن تُرزق بأطفال وأعربت كذلك عن مخاوفها من الغارات الإسرائيلية على بيروت. وها هو الشاب جمال غصن ذو 27 ربيعاً يتحسر على الضحايا من الأطفال اللبنانيون وذلك من خلال أسلوب ساخر واضح.

وكثيرون هم من الشعب اللبناني الذين اتجهوا للإنترنت للتعبير عن سخطهم من هذا الدمار والخراب الذي لحق ببلدهم الجميلة. ولكن يبدو أن القوات الإسرائيلية الغاشمة لم يعجبها هذا الأمر بل اتجهت لقصف محطات الكهرباء بعنف وبشدة مما أدي إلى حرمان قطاع كبير من المستخدمين من متعتهم على الإنترنت. ولكن من الواضح أن المواطن اللبناني لا ييأس فهاهو هو أحد المدونين يقوم بتشغيل جهازها من خلال البطاريات فهاهو الموسيقي مازن كربج يعبر وبسخرية عن هذا الموقف قائلاً أنه من الطريف أن تتصل بالعالم عبر حاسبك المحمول وفي نفس الوقت تعيش على ضوء الشموع.

يذكر أن اللبنانيون كانوا قد اتجهوا كذلك للإنترنت ومدوناتها بأعداد كبيرة وغير مسبوقة وذلك بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وذلك ليعبروا عن غضبهم تجاه سوريا وهو الأمر الذي ساهم في انسحاب سوريا خارج لبنان بعد وجود استمر نحو 18 عاماً. ولكن بعد فترة هدأت حماسة المدونين وعادت مرة أخرى مع إلى السطح مع الهجوم الإسرائيلي على لبنان.

وبخلاف المدونات نرى أن اللبنانيون سواء في الخارج أو الداخل يستخدمون البريد الإلكتروني والرسائل النصية والعديد من وسائل الاتصال المختلفة ليتشاركوا في الأفكار والخواطر حول تلك الأزمة الراهنة وأساليب الحل المتوقع لها. ومن الجدير بالذكر أن الإنترنت ومنذ اليوم الأول لاختطاف الجنديان الإسرائيليان أصبحت مليئة بالمقالات والرسوم الكاريكاتورية الساخرة.

وهناك رسالة بريد إلكتروني متداولة هذه الأيام في لبنان بصورة كبيرة حيث تحتوي تلك الرسالة على قائمة إسرائيلية بها العديد من البنود والتي تمثل أسماء جسور ومطارات وكذلك أطفال وأمام كل بند علامة معينة تؤكد انتهاء إسرائيل من تدمير هذا البند ما عدا حزب الله الذي لم تستطيع إسرائيل هزيمته حتى الآن.

وهناك رسالة أخرى توضح التناقض الكبير بين أطفال لبنان المصابين وأطفال إسرائيل الذين يقومون بكتابة عبارات الإهداء على الصواريخ التي تطلقها الطائرات الإسرائيلية على أطفال لبنان. وتتحدث هنادي سلمان مديرة التحرير في جريدة السفير عن عدم تحبيذها طوال حياتها لحمل مفكرة لتدوين يومياتها أو أفكارها ولكنها بعد اليوم الثالث من هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم والذي شهد العديد من الحوادث الدموية في قرية مروحين الجنوبية قررت أن تستفيق من سباتها العميق. وبدأت في إرسال الصور الخاصة بالدمار والخراب في لبنان.

وبدأت تلك الرسائل تلقى نجاحاً كبيراً في لبنان وأكدت هنادي أنها وبتلك الطريقة تفضح كافة الممارسات الإسرائيلية في لبنان وتشعر بأنها تساهم ولو بقدر بسيط في الدفاع عن وطنها. وتضم الآن قائمة هنادي البريدية نحو 200 شخص.

ويقوم موقع Electronic Lebanon بنشر يوميات هنادي والعديد من اللبنانيون الآخرين ويقوم الموقع بالنشر باللغة الإنجليزية وبلغت الزيارات في الموقع نحو 479 ألف زيارة وتم تفصح نحو 2250000 ألف صفحة في الموقع منذ بداية الحرب على لبنان. ومن المعروف أن الإحباط هو المحرك الأساسي لكافة المدونين اللبنانيون وذلك نظرا لمرارة الألم اللبناني العميق.

زر الذهاب إلى الأعلى