عالم الكمبيوتر

شركة تصنيع مناطيد تنتج شاشة عملاقة في السماء لأغراض الدعاية

عند القراءة يجب أن تطلق العنان لخيالك أولا ليتخيل شاشة عرض عملاقة علي ارتفاع 1000 قدم ويمكن السير نحو 15 ميلا في الساعة ، وبعد التخيل يجب أن تدرك أن أحدي شركات تصنيع المناطيد في الولايات المتحدة قامت بتنفيذ تلك الفكرة في أرض الواقع والشركة تسمي مجموعة Lightship ويمكنك في يوم من الأيام أن تراه بجوار منزلك .

وكانت الشركة قد تلقت مؤخرا موافقة هيئة الطيران المدني الفيدرالية حول منطادها الجديد المسمي A-170 lightship وهو عبارة عن منطاد ملحق به شاشة عرض عملاقة يعرض أحدث إعلانات الشركات المختلفة بالإضافة إلى مقتطفات من مباريات دوري كرة القدم الأمريكية وإعلانات أحدث الأفلام يذكر أن الشاشة العملاقة الملحقة في المنطاد يصل مقاسها إلى 70 قدم X 30 قدم وهي من طراز LED .

وقد أكد توبي بايج مدير التسويق في مجموعة Lightship أن هذا المنطاد هو الأول من نوعه في العالم ولهذا السبب يلقي كل هذا الاهتمام ، ومن الواضح أن المنطاد الجديد ما هو إلا نتاج طبيعي لدمج أحدث ما توصل إليه العلم في تصنيع المناطيد وكذلك أحدث صيحات وتقنيات شاشات LED ،حيث أن هذا المنطاد أكثر قدرة أخف وزنا أما بالنسبة للصورة فهي أفضل ما توصل له الخبراء في تقنيات العرض المختلفة .

وأعلنت الشركة أن المنطاد سيقوم بأول رحلة له عبر البحار في الشهر القادم ، واحتراما لرغبة عميلها رفضت الشركة تحديد هوية العميل الذي سيقوم برعاية تلك الحملة والرحلة الطويلة والتي وصلت تكاليفها نحو 5 مليون دولار ووفقا لنفس الرغبة لم تشير الشركة إلى اتجاه الرحلة .

ومن الجدير بالذكر أن المنطاد الجديد لم يظهر للعامة سوا مرة واحدة في شهر ابريل الفائت في لاس فيغاس ، وأكد مايك ويتمان مدير الشركة أن الجمهور في هذا الوقت تعجب كثيرا مما شاهده من روعة وجمال لهذا المنطاد الجميل حيث ظل العديد من المواطنين يلتقطون الكثير من الصور عبر هواتفهم المحمولة غير مصدقين لما يروه .

يذكر أن صناعة المناطيد من أصغر الصناعات حجما ولا يوجد في العالم إلا القليل من تلك المناطيد ،وتملك مجموعة Lightship 17 منطادا من تلك التي تجوب العالم ، وأكدت الشركة من جانبها أن جزء كبير من تأثير المنتج يرجع إلي درجة الإبداع العالية التي تتوافر فيه ، ومن جانب أخر أكدت الشركة أنها لا تفكر في ملء السماء بمناطيد مماثلة ،حيث تؤكد الشركة من هذا المنتج أن يكون الفريد من نوعه وأكدت الشركة يمكن أن تنتج سبعة أو ثمانية فقط منه الخمس سنوات القادمة .

وقد أكد أحد مسئولي الشركة أن المنطاد استغرق تطويرها عامان ونصف العام ، وكان تصميمه قد حصل علي موافقة من هيئة الطيران المدني الفيدرالية وأكد أن أي تعديلات قادمة في المستقبل يمكن أن تستغرق نحو ستة أشهر إضافية .

أما فيما يتعلق بالشاشة من طراز LED ففي النهار لا تحتوي الشاشة إلا علي لون واحد وهو الأحمر أما في الليل فيمكن عرض جميع الألوان ، أما الجيل القادم من تلك الشاشات فسيمكنه عرض جميع الألوان قوس قزح في ضوء الشمس ، وشاشة العرض هي عبارة عن مئات من الشاشات الصغيرة مستطيله الشكل والتي تكون في النهاية الشاشة العملاقة وقد تم تثبيتها من خلال أزرار مطاطية مثبته علي المنطاد ،حيث يؤكد مسئول الشركة بايج أن انحناء المنطاد سبب مشكلة كبيرة للمصممين حيث كان من الضروري تثبيت وتهيئة كل جزء علي حدا .

وترجع تسمية المنطاد الجديد باسم مركبة الضوء لأنه مضيء من الداخل ولا يعتمد في إضاءته علي الشاشة الملحقة به ، يذكر أن أبعاد المنطاد هي 170 قدم من الطول و 55 قدم من الارتفاع و عرضه يصل إلى 46 قدم .

ويؤكد الأستاذ ريتشارد فاينبيرغ علي أهمية هذا النوع من الابتكار في تلك الإعلام حيث سيساهم بصورة كبيرة في جذب المزيد من الناس نحو هذا النوع من الدعاية المبتكرة ولكنه أكد أن الراديو والتلفاز ما زالا يمثلان أهم وسائل الدعائية نظرا لعدم تقيدهم بأي حاجز أما المنطاد فهو مرتبط بمساحة جغرافية معينة وأيضا المنطاد يجب أن يقترب الناس منه ليروا ما يعرضه لذلك فأن جمهوره محدود للغاية عكس الراديو والتلفاز ، وعلاوة علي ذلك فأن المنطاد هو الذي يجذب الناس وليس المنتج الذي يعلن عنه في شاشة المنطاد .

وأكد ريتشارد أيضا أن هذا المنطاد هو بمثابة لوحة إعلانات ولكن الفارق الوحيد هو إنها هي التي تأتي إلى الجمهور وليست مثل لوحة الإعلانات التي يمر عليها الجمهور .

يذكر أن المنطاد الجديد قام بعمل ثورة علي الصعيد الإعلامي حيث أثار موجه من الجدل حول أهميته وجدواه في العملية الدعائية ، حيث أعربت الشركة أنه من المنتظر أن يقوم بخدمات تفاعلية مع الجمهور مثل التقاط الصور للأفراد وكذلك إعادة الألعاب الهامة في المباريات الرياضية أو إظهار الرسائل النصية للجمهور . حيث أكد الشركة أن المنطاد سيضفي بعدا جديدا خلاقا في العملية الدعائية ككل من خلال المرونة والتنوع المتوفرة في هذا المنطاد .

وقد أكد ويتمان من جانبه أن سعر الحملة الذي يصل إلى خمسة ملايين دولار طوال العام ليس بالثمن المبالغ فيه حيث سيوفر الدعاية اللازمة للمنتجات طوال العام في أكثر المناطق الملائمة .

زر الذهاب إلى الأعلى