برامج وتطبيقات

الخبراء يشككون في حظوظ Windows Vesta في النجاح

أثار قرار مايكروسوفت بفتح الباب لتجربة الإصدار التجريبي الثاني من نظام التشغيل Windows Vista خلال معرض WinHEC مجدداً التساؤلات حول قدرة الشركة الأميركية على الوفاء بوعودها. فمنذ الإعلان عن الإصدار الأحدث في سلسلة برامج التشغيل الأشهر في العالم ويندوز، لم يتوقف المسؤولون بالشركة الأميركية العملاقة عن اختلاق مئات الأعذار عن الأسباب الحقيقية لتأجيل طرح Windows Vista في الأسواق. فتارة يقول المسؤولون أنهم يعكفون على تطوير نظام الأمان بالبرنامج، وأخرى يعلنون أن السبب وراء التأجيل هو جعل البرنامج أكثر مرونة وصلاحية لاستخدامات العاملين في قطاع الأعمال.

كانت مايكروسوفت قد أعلنت قبل سنوات أنها بصدد طرح Windows Vista في الأسواق خلال العام 2002، لكن السنوات التي تلت لم تأت بأي جديد يؤكد السمعة الكبيرة التي تتمتع بها الشركة الأميركية العملاقة، التي احتكرت سوق برامج التشغيل طيلة السنوات العشر الماضية.

لم تحمل تجربة النسخة التجريبية 2 من Vista الكثير من الأمل لنا كمراقبين أو مستخدمين، إضافة إلى موزعي البرامج والأجهزة حول العالم. أما فيما يتعلق بردود أفعال المطورين، فحدث ولا حرج، فقد جاءت ردود أفعالهم حاملة الكثير من التحفظات حول الكفاءة الكلية للنظام Windows Vista، أولاها بطبيعة الحال هو التعليق الجديد القديم الذي يؤكد كل يوم أن النظام الجديد لا يزال بحاجة كبيرة إلى الكثير، والكثير جداً من العمل للوصول به إلى مستوى الأمان المطلوب.

وبالإضافة إلى هذا، ثارت في أوساط المتخصصين شائعات تتنبأ إعلان مايكروسوفت قريباً عن تأجيل طرح Windows Vista في الأسواق، الذي حدد له من قبل شهر يناير المقبل، برغم تأكيدات ستيف بالمر، المدير التنفيذي للشركة بأن Vesta يسير على الطريق الصحيح.

الأسوأ من كل هذا هو تأكيدات المطورين الذين أتيحت لهم فرصة اختبار النظام الجديد والذين أكدوا أن مايكروسوفت قد لا تتمكن من الوصول إلى هدفها المتمثل في طرح Vesta في الأسواق خلال الفترة القادمة.

لكن خطأ كبيراً أن نعتبر أن مايكروسوفت في طريقها إلى الهاوية. فقد تكون تصريحات بالمر حقيقية وقد يكون Vista في طريقه للأسواق بالفعل خلال يناير 2007. لكني أعتقد، وهذا هو الخطير في الموضوع، أن مايكروسوفت قد لا تكون قادرة على محو ما ثبت في عقول عملائها. فتأكيدات العملاق الأميركي بأن Vesta سيكون أفضل منتج كمبيوتر على الإطلاق خلال السنوات العشر الماضية، وأن كل هذا التأجيل يهدف بالأساس إلى تطوير النظام إلى أقصى درجة.

لذا أعتقد أن طرح برنامج Windows Vista في الأسواق أوائل العام المقبل دون أن يحتوي على الميزات الخارقة التي وٌعد بها المستخدمون سيكون له أبلغ الضرر على سمعة مايكروسوفت، التي تعرضت للاهتزاز بالفعل. ستكون أية ثغرة أمنية في Vesta، مهما صغر شأنها، ذات ضرر بلغ على سمعة الإصدار الجديد، بل سيؤدي إلى إحداث فجوة هائلة بين مايكروسوفت وعملائها.

لكن هناك أسباب تدفع للاعتقاد بالفشل المؤكد لنظام Windows Vista. سيكون أولاها بلا شك سعره المرتفع في ظل تأكيدات مايكروسوفت بأن نظامها الجديد لن يكون قابلاً للنسخ غير المشروع. فإذا أردت الحصول عليه، سيكون عليك سداد ثمنه، وهو ثمن ليس بالقليل.
كان جاك ميسمان، المدير التنفيذي لشركة نوفيل (Novell) خلال معرض الشركة في سبتمبر 2005 في مدينة برشلونة الإسبانية عن توقعاته بأن يتحول المستخدمون إلى استخدام نظام لينوكس (Linux) الذي تنتجه شركته. ميمسان قال أن السعر العالي جداً لنظام Vesta، والذي لم تكشف عنه مايكروسوفت بعد، إضافة إلى المواصفات العالية المطلوبة لتشغيل النظام الجديد Vesta، والتي قد لا يكون بإمكان الكل توفيرها، وهو سبب ليس بالهين. فمن لا يملك المواصفات الفنية المحددة من قبل مايكروسوفت على جهازه لن يكون بإمكانه تشغيل Vesta الذي يحتاج إلى سعة ذاكرة عالية ومساحة كبيرة على القرص الصلب.

وهنا تكمن الخطورة التي يشكلها لينوكس على منتج مايكروسوفت الأحدث. فالنظام الواعد أثبت نجاحاً كبيراً في الأسواق، ليس هذا فحسب، بل حاز أيضاً على إعجاب المدراء الفنيين لشركات الأجهزة الكبرى حول العالم ومن بينها آي بي إم، وعدد من السلطات المحلية في فرنسا والنرويج وإسبانيا.

التحليل الأقرب للمنطق أنه سواء تمكنت مايكروسوفت من طرح Windows Vista في الأسواق خلال يناير المقبل أو فشلت في ذلك، سيكون لينوكس هو الفائز. فالمؤكد أن هذا النظام المهم قد حاز شعبية كبيرة لدى المتخصصين خلال الفترة السابقة مقابل فشل كبير للشركة الأميركية في تعضيد وضعها على الصعيد العالمي.

زر الذهاب إلى الأعلى