برامج وتطبيقات

مايكروسوفت تخطو نحو عالم المصادر المفتوحة

تلخص الجهود الأخيرة من قبل شركة مايكروسوفت لتحسين الاعتمادية في برنامج تشغيلها المميز ويندوز واستقطاب أعداد جديدة من المطورين حالة الحب والكره التي ميزت علاقة عملاق التكنولوجيا الأميركي ببرامج المصدر المفتوح.

في ديسمبر الماضي، كشفت الشركة النقاب عن برنامج جديد أطلقت عليه اسم NXT مؤكدة أن الغرض الأساسي منه هو التسهيل على موفري البرامج المستقلين المعاملين في تكنولوجيات أخرى غير التي تنتجها الشركة، بما فيها مطوري لينوكس ويونكس، ليتمكنوا من مواءمة منتجاتهم الجديدة مع نظام تشغيل مايكروسوفت الأشهر.

ويقدم NXT، الذي تديره مجموعة من شركاء مايكروسوفت، الدعم لتطوير البرامج، وتفسيرات تقنية مختصرة، واختبار هذه البرامج وتمويل حملات ترويجية لفائدة صانعي تلك البرامج. غير أن ممثلاً لشركة ريدموند (Redmond)، شريك مايكروسوفت، والتي يقع مقرها بالعاصمة الأميركية واشنطن، صرح أن البرنامج لا يزال في طور التجريب.

ويؤكد بيل هيلف، وهو مدير لتكنولوجيا إستراتيجية الأنظمة الأساسية بمايكروسوفت، أنه لا يوجد تعارض بين أهداف معمل المصدر المفتوح بالشركة وبرنامج NXT. ويشرف هيلف نفسه على إدارة المعمل، والذي يحاول التنسيق بين برامج المصدر المفتوح والمنتجات العديدة التابعة لمايكروسوفت. ويقول في تصريحات لموقع ZDNet Asia “لا يمكن اعتبار برنامج NXT مناقضاً لمعمل العملياتية التابع للينوكس، فالبرنامج لا يستهدف سوى موفري ISV الذين يرغبون في توسيع قاعدتهم التجارية لتشمل منتجات أخرى غير لينوكس ويونكس.

ويتابع هيلف قائلاً إن معمل العملياتية يركز على تطويع بعض منتجات المصدر المفتوح، من قبيل Jboss، للعمل مع النظام الأساسي لمنتجات مايكروسوفت. “على سبيل المثال، نتعاون في أحيان كثيرة مع Jboss، لكن التعاون بيننا مقصور على جوانب بعينها، كما ندخل في منافسة معهم في أحيان أخرى، إنها منافسة وتعاون أيضاً”.

ويضيف مدير تكنولوجيا إستراتيجية الأنظمة الأساسية بمايكروسوفت “بمرور الوقت، وكما ترون يتطور أداء منتجي برامج المصدر المفتوح ويتحولون شيئاً فشيئاً إلى الجوانب التجارية، وأعتقد أننا سنشاهد المزيد من هذه التحولات. وما تقوم به مايكروسوفت ليس بالشيء الجديد، فشركات مثل آي بي إن وأوراكل ضالعة في علاقة تنافسية/تعاونية مع موفري برامج المصدر المفتوح”.

وللترويج لمعمل العملياتية التابع لمايكروسوفت بين موفري برامج المصدر المفتوح، قامت الشركة الأميركية الشهر الماضي بإطلاق موقع جديد على الإنترنت أسمته Port 25 أو “المنفذ 25”. “ويعلق هيلف على الموقع الجديد قائلاً “من خلال أعمال الأبحاث والتحليل التي نقوم بها في المعمل، توصلنا إلى وجود عدد متزايد من المتخصصين والمهتمين الذين يتابعون عن كثب الكيفية التي يمكننا من خلالها جعل الأنظمة المختلفة تعمل معاً”.

لكن تلك المبادرة قوبلت بانتقادات عنيفة من بعض الجهات في مجتمع موفري برامج المصدر المفتوح، الذين كتبوا تحليلاتهم وأرسلوها كيوميات إلى Port 25.
وكتب أحدهم يقول “أعجز أحياناً عن فهم محاولات مايكروسوفت لدعم صناعة برامج المصدر المفتوح في حين أنها عاجزة حتى عن مساعدة نفسها”. ويتابع المرسل “لم يحدث من قبل أن حاولت مايكروسوفت الدخول في مشروع ما لمساعدة غيرها؛ فالسبب الوحيد للمغامرة لدى مايكروسوفت هو مساعدة نفسها فقط لا غير. يجب أن نكون صرحاء مع أنفسنا ونحدد بدقة السبب الذي يجعلهم ينفقون كل هذا الجهد والوقت والمال على معملهم”.

لكن هيلف حاول الاستفادة من ردود الأفعال الغاضبة من مجتمع برامج المصدر المفتوح لصالحه. “من حق أي شخص أن يشك في نوايانا، على الرغم من قلة عدد المتشككين، لكن دعوني أقول أن عدد هؤلاء في تناقص مستمر حيث بدأ الناس يدركون قيمة ما نقوم به للنهوض بمجتمع صناعة برامج المصدر المفتوح.

في نفس الوقت، أعدت مايكروسوفت مستودعاً جديداً على الإنترنت للمشروعات المشتركة لكتابة الشفرات. وسيكون بإمكان صناع البرامج استخدام الموقع لفائدتهم الشخصية. وتقول مايكروسوفت أنه سيكون بإمكان المطورين الذين يبدؤون في تطوير مشروعاتهم باستخدام لغة CodePlex واستخدام أي ترخيص يرونه ملائماً لمشروعهم، لكنهم سيكون بإمكانهم الوصول إلى التراخيص المشتركة، بل وسيتم تشجيعهم على استخدامها”. حتى الآن ما يزال موقع CodePlex تجريبياً.

وقد انضم هيفت إلى مايكروسوفت منذ سنتين، وذلك بغرض تنشيط أعمال الشركة في المشاريع المتعلقة بالمصادر المفتوحة. وقد استطاع من خلال أنشطة المعمل المشرف عليه من إدخال مايكروسوفت إلى عالم الحوسبة عالية الأداء، وهي من المجالات التي على حد قوله تسيطر عليها لينكس. وقد ساهم هيفت بالعديد من البرامج التي تخدم مجتمع المصادر المفتوحة.

زر الذهاب إلى الأعلى