برامج وتطبيقات

نوفيل تسعى للسيطرة على سوق إنتاج برامج االمصدر المفتوح

تعتزم شركة نوفيل إطلاق اثنين من منتجاتها المميزة التي تهدف إلى جعل برامجها ذات المصدر المفتوح أكثر قبولاً لمستخدمي الشركات. وحسب جيف جافي، مدير قطاع التكنولوجيا بالشركة في تصريحاته لموقع CNET News.com، فإن الشركة ستقوم في وقت لاحق من الشهر الجاري بالكشف رسمياً عن مشروع إدارة مفتوح المصدر لإدارة الهويات.

وتابع جافي أنه خلال شهر يوليو، ستقوم الشركة بإطلاق إصدار محدّث جديد من برنامج لينوكس لسطح المكتب، ويحمل اسم Suse Linux Enterprise Desktop 10.

وتهدف الشركة من خلال هذه التحديثات، إضافة إلى التعديلات الجديدة التي ستقوم الشركة بإدخالها على برنامج التشغيل لينوكس، إلى زيادة أرباح الشركة من البرامج ذات المصدر المفتوح وتعزيز وضعها كبديل لشركة مايكروسوفت.

ويضيف جافي أن نوفيل ارتأت أنه بدلاً من منافسة مايكروسوفت في السوق، من الأفضل التركيز على القطاعات التي ترى أنها يمكنها فيها بسهولة استقطاب أعداد كبيرة من المستخدمين. “مع كل احترامي لمريدي البرامج ذات المصدر المفتوح، إلا أنني أرى أنها لن يكون بإمكانها تحقيق الفوز إذا لم يتم التركيز على احتياجات المستخدمين”. ويقول أيضاً “قمنا بوضع ثقلنا في المصدر المفتوح)، لكننا سنكون ذوي فائدة أكبر إذا تمكننا من التعرف بدقة على احتياجات العالم اليوم… بدلاً من محاولة فرض اختياراتنا ورؤيتنا نحن عليه”.

وكانت شركة نوفيل قد بدأت في التركيز على برنامج التشغيل لينوكس والتقنيات ذات المصدر المفتوح منذ شراء الشركة في العام 2004 لشركة سوزي (Suse) التي تقوم بتوزيع برنامج التشغيل لينوكس، وقبلها شراء شركة إنتاج البرامج ذات المصدر المفتوح زيميان (Ximian).

ويبين جافي أن إستراتيجية نوفيل تقوم بالأساس على الاحتفاظ بعملائها من خلال تقديم ما يمكن تسميته بخارطة طريق لكل من برنامج التشغيل لينوكس والبرامج ذات المصدر المفتوح، خاصة عملاء نيتوير وشركائه. فعلى سبيل المثال، سوف تستخدم الشركة في الإصدار الجديد من الخادم Open Enterprise Server برنامج المرئيات الشهير Xen لتشغيل لينوكس ونتوير (Netware) على نفس جهاز الكمبيوتر.

وعلى الرغم من هذا، والكلام لا يزال لمدير قطاع التكنولوجيا بالشركة، فإن الشركة تعرضت لانتقادات عنيفة من المحللين الماليين الذين يرون أنه ينبغي على الشركة تحقيق معدلات نمو أسرع من برنامج التشغيل لينوكس.

ويعلق جوناثان إيونيس، أحد المحللين بشركة إلوميناتا (Illuminata) على هذه الانتقادات بالقول “كبرنامج تشغيل، فإن لينوكس من القوة ما يجعله يرد على المشككين، لكن المشكلة تكمن في (إمكانيته على اختراق السوق) كبيئة تشغيل مثيرة، وليس فقط بالمستوى الضعيف الذي ينمو به حالياً”. ويضيف “لا يزال لينوكس يتحسس طريقه في السوق مع التغير السريع الذي يشهده مجال برامج التشغيل”.

غير أن نوفيل تمكنت من حجز مكانها في مجال إدارة الهويات من خلال مجموعة متنوعة من المنتجات والخوادم التي تقوم بمصادقة محاولات وصول المستخدمين إلى الشبكات. واليوم، تأمل الشركة أن تتمكن من استخدام مشروع بانديت (Bandit) لإدخال تعديلات أكثر جوهرية على ذلك البرنامج ذي المصدر المفتوح.

وبانديت هو مشروع تقوم نوفيل حالياً بتمويل أبحاثه والمساعدة في تطويره، لكن تكمن المشكلة في كونه برنامج ذا مصدر مفتوح، الأمر الذي يتيح لأي مستخدم تحميل شفرته والإضافة إليه. ويهدف مشروع بانديت إلى إنشاء مجموعة من المكونات ذات المصدر المفتوح لدعم الخدمات المرتبطة ببرامج الهويات القياسية.

وحسب موقع مشروع بانديت، فإن نوفيل تسعى للاستعانة بمجموعة من مطوري البرامج ذات المصدر المفتوح للإضافة إلى الشفرة الأساسية للشركة لتسجيل الدخول إلى الشبكات.

يعود جافي ليقول “نقوم حالياً بإنشاء البنية الأساسية لتمكين عملية إدارة أي شيء، سواء كان جهازاً، أو مستخدماً، أو تطبيقاً، أو برنامج تشغيل باستخدام إطار عمل عام لإدارة الهويات.

وينتظر أن يستعين القائمون على مشروع بانديت باستخدام تقنية Higgins، وهو مشروع مفتوح المصدر تقوم على إنتاجه كل من نوفيل وآي بي أم، الأمر الذي يعني إتاحة الفرصة أمام المستخدمين للتحكم بصورة أفضل في إدارة كلمات المرور الخاصة بهم على المواقع المختلفة. ويقول المحللون أن إدارة الهويات هي فكرة مناسبة للمشروعات ذات المصدر المفتوح.

ويقول دان كيلدسين، المحلل بمجموعة ديلفي “سيكون من المنطقي أن نتمكن من معرفة الشفرة لأن أهم ما في فكرة إدارة الهويات هو أدوات التوصيل التي تحتاجها للتعامل مع الأنظمة المتعددة، مضيفاً أن العديد من التطبيقات المجمعة تتبنى أساليب خاصة بها لمصادقة محاولات الوصول.

لكن برغم رؤية شركة نوفيل لمنتجات إدارة الهويات ذات المصدر المفتوح كتطبيقات غير مكتملة بالصورة الكافية لاستخدامها في الشركات، تراهن الشركة أن برنامج لينوكس لسطح المكتب سيتمكن أخيراً من إرضاء المدراء التقنيين بالشركات.

وتنوي الشركة إطلاق Suse Linux Enterprise Desktop 10 في شهر يوليو المقبل وتسويقه لقطاع معين من المستخدمين. ويقول جافي أن البرنامج مصمم بشكل خاص لذوي الخبرة الذين يستخدمون مجموعة كبيرة من التطبيقات على مدار اليوم، بما في ذلك برامج تصفح الإنترنت والتطبيقات الإنتاجية على أجهزة الكمبيوتر العادية. وعمدت الشركة إلى الابتعاد عما يسمى بالمستخدمين المحترفين في الشركات، ولهؤلاء، حسب جافي أيضاً، احتياجات أكثر إلحاحاً.

ويبرر جافي هذا السلوك من جانب الشركة بقوله أن العملاء سيكونون بحاجة لمزيد من الوقت لاتخاذ القرار النهائي بشأن برنامج سطح المكتب الملائم لهم من بين المنتجات العديدة في عام 2007، في إشارة إلى برنامج ويندوز فيستا (Windows Vista) الذي تنوي مايكروسوفت طرحه في الأسواق العام المقبل.
ويقول جافي “سيكون بإمكان الحكماء من مدراء تكنولوجيا المعلومات تمييز البديل المتميز، وأعتقد أن لينوكس لسطح المكتب جدير بالاهتمام”. ويضيف أن استخدام لينوكس لسطح المكتب مع الخادم سيعد ميزة كبيرة للمستخدمين نظراً لتكاليفه المنخفضة وسهولة التحكم فيه.

ويتابع بأن حزمة SLED 10 ذاتها، والتي تضم إصدار لينوكس لسطح المكتب الذي أطلقته نوفيل، ومعها حزمة تطبيقات مكتبية، تعد إضافة هامة إلى الإصدار السابق، كما يعتبر أيضاً بديلاً آخر مميزاً لاستخدامات الشركات.

زر الذهاب إلى الأعلى