أخبار الإنترنت

الشباب التونسي وسر الإقبال على الإنترنت

انتشرت في الفترة الأخيرة العلاقات الغرامية عبر الإنترنت بين الشباب التونسي. ولكل منهم غرضه، فهناك من الشباب من يبحث منهم عن شريكة حياته بدون أي خجل أو حياء من اكتشافها في العالم الخارجي. فالخصوصية التي توفرها الإنترنت تشجع العديد من الشباب علي دخول علاقات غرامية بدون الخوف من العواقب. وهناك من الشباب من يبحث عن فرصة سفر أو عمل إلي الخارج، خصوصا في أوروبا. ومنهم من يجد الإنترنت فرصة عظيمة للتحدث مع الآخر ومعرفة أسلوب تفكيره والعديد من الجوانب المتعلقة بالآخر الذي نجهل عنه الكثير.

ولقد لعبت العديد من العوامل دورًا في إقبال الشباب التونسي بصفه خاصة على عالم الإنترنت. من أهمها, ارتفاع مستوى المعيشة وكذلك ارتفاع الاتجاه المدافع عن حقوق المرآة. وأخيرًا وليس آخرًا، الأثر الكبير الذي تركته الحضارات الغربية علي المجتمعات العربية. وهناك من ينظر إلى هذا الإقبال نظرة اقتصادية، حيث يري العديد أنها أرخص بكثير. ومنهم من يري في الخصوصية عامل رئيسي في دخول تجارب عاطفية دون الخوف من النتائج المستقبلية.

يذكر أن تونس قد استضافت مؤتمر الإنترنت الدولي في نوفمبر الماضي، والذي تعهدت فيه أنه بحلول عام 2009، ستوفر الحكومة التونسية مقهى إنترنت في كل قرية وأن يكون لكل مواطن عنوان بريد إلكتروني.أما بالنسبة للواقع الحالي، فهناك 10% من الشعب التونسي – والذي يبلغ عدد 10 ملايين نسمة – يستخدمون الانترنت و30 % منهم يملكون بريد الكتروني.

ومن الدلائل أيضا علي انتشار الإنترنت في المجتمع التونسي، موقع الدردشة الفرنسي المعروف www.amour.fr. والذي يبلغ إجمالي عدد المشتركين فيه 20 ألف مشترك ربعهم يحملون الجنسية التونسية. حيث يري العديد منهم أن الإنترنت وسيلة تعارف ممتازة تزيل العديد من العوائق الثقافية والدينية التي تقف عائقًا بين تلاقي وتعارف الشعوب.

ومثلها مثل باقي الحكومات العربية، وحسب جماعة مراقبة حقوق الإنسان الأمريكية، تمنع السلطات التونسية المستخدمين من دخول بعض المواقع. كما قد قامت باعتقال وسجن بعض الناشطين السياسيين بسبب تعبيرهم عن آرائهم بصراحة علي الإنترنت. وهو ما أكدته الدراسة التي أجرتها مجموعة Open Net في سبتمبر الماضي والتي شملت 1947 موقعًا علي الانترنت، فوجدت منهم 182 موقعًا محظورًا على المواطنين التونسيين من قبل الحكومة التونسية.

ويرى العديد من أصحاب مقاهي الانترنت أن الحكومة بمنعها للحوارات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تسهم في كبت الشباب. مما دفعه إلى تفريغ هذا الكبت في العلاقات الغرامية عبر الإنترنت

يذكر أن تسلط الحكومة التونسية على الإنترنت قد تجاوز حد المراقبة. فلقد قامت الحكومة التونسية بحبس العديد من المواطنين. على سبيل المثال، سجنت السلطات التونسية ستة مواطنين من مدينة جرجيس بتهم إرهابية في أواخر عام 2004. وتم العفو عنهم في فبراير الماضي ضمن عفو عام شمل 1600 معتقل. وفي العام الماضي اعتقلت السلطات احد المحامين نظرا لنشره مقالات معارضه علي الإنترنت.

يبدو أن الإنترنت في جميع بلدان العالم لها وجهان, وجه يدعو إلى التفاؤل مليء بالحيوية والنشاط. ووجه آخر قبيح يدعو المستخدمين إلى التأمل في أوجه القصور في حياتهم.

زر الذهاب إلى الأعلى