أخبار قطاع الأعمال

شركات الهواتف العالمية تتنافس على شبكات الاتصالات في القارة السمراء

بدأت جمهورية الكونغو في لعق جراحها الناجمة عن الحروب الأهلية التي استمرت لما يقارب عقد من الزمان، ولكن هذه الدولة يؤمها تعداد سكان يقترب من 60 مليون نسمة، بينما أن 4 في المائة فقط من هذا التعداد لديه هواتف نقالة، وبالنسبة إلى العديد من مشغلي خدمة الهاتف فإن هذا الأمر يجعل من الدولة السوق الأكثر جاذبية·

وذكرت صحيفة انترناشيونال هيرالد تريبيون أن أسواق الكونغو التي ظلت تسيطر عليها شركتان فقط لتشغيل خدمة الموبايل، شهدت مؤخراً عدداً يزيد على أصابع اليد الواحدة من القادمين الجدد من بينهم مشروع تقوده شركة برتفال تيلكوم، وآخر تدعمه شركة ميليكوم انترناشيونال سيلبولار التي تتخذ من لوكمسبرج مقراً لها، والآن فإن شركة ميليكوم التي تمتلك أو تهيمن على شركات للهاتف وآسيا وأميركا اللاتينية طرحت نفسها للبيع بعد أن أعربت العديد من الشركات من اهتمامها في الاستحواذ عليها،

إلا أن هذا الاهتمام بتملك شركة ميليكوم إنما يعكس التغير الكبير الذي طرأ على الأعمال التجارية في قطاع الاتصالات الهاتفية للموبايل عما كان عليه الحال قبل سنوات قليلة عنـــــدما كانت كبريات الشركات العالمية وبخاصة في أوروبا تكتــــــفي باستثمار مليارات اليورو على تكنولوجيا الجيل الثالث أو ما يعرف بخدمات 34 مثل تصفح الانترنيــــت أو مكالمات الفيديو من على الهاتف، على أن هناك مشكلة واحدة تتعلق بالمســـــتثمرين إذ أن معظم الأشخاص في أسواق الدول المتقدمة أصبحت لديهم أصلاً هواتف الموبايل وباتوا قانعين بما يتمتعون به من خدمات في الموبايل·

وبدأت الشركات المشغلة للموبايل في ظل سعيها الحثيث للبحث عن موارد جديدة للنمو في الاتجاه إلى الأسواق الناشئة في سلسلة من أعمال الاستحواذ أو الشراكة في الأشهر الأخيرة وبخاصة بعد الإعلان عن طرح شركة ميكيلوم للبيع والذي دفع بسعر سهم الشركة إلى أعلى مستوى له، ويأتي هذا الإعلان في أعقاب استحواذ الشركة على شركة الواحة المشغلة للموبايل في جمهورية الكونغو الديموقراطية بشكل جعل المحللين يشيرون إلى تشجيع الشركات الأخرى للإسراع في التوسع في افريقيا والذي بدأ في العام الماضي عندما أقدمت شركة ام تي سي الكويتية على تملك شركة سيلتيل التي تعمل في أكثر من عشر دول افريقية في صفقة بلغت 3,4 مليار دولار·

وفي نوفمبر من العام الماضي وافقت فودافون التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها على دفع 2,39 مليار دولار من أجل رفع حصها في شركة فوداكوم المشغلة الأخرى ذات القاعدة العريضة أيضا في افريقيا من مستوى 35 في المائة الى 50 في المائة،· وفي هذه الاثناء نجحت شركة ام تي ان المنافسة لفوداكوم في افريقيا في إبرام خمس صفقات للاستحواذ في مناطق افريقية أخرى في أواخر العام الماضي، علما بأن شركتي فوداكوم وام تي ان كلتاهما تتخذ من جنوب افريقيا مقراً لها·

ولم يقتصر الاهتمام بالأسواق الناشئة على افريقيا وحدها حيث إن فودافون على سبيل المثال دفعت مؤخراً مبلغ 820 مليون دولار مقابل حصة بنسبة 10 في المائة في شركة بهارتي تيلي ـ فينشرز مشغلة الموبايل الرائدة في الهند، إلا أن القارة السوداء أصبحت فيما يبدو تجسد ميدان المعركة الأكثر إثارة للاهتمام على خلفية أن اختراق الموبايل لا يزال في مستوى 14 في المائة فقط مقارنة بواقع 25 في المائة في الشرق الأوسط و20 في المائة في آسيا بينما تبلغ أكثر من 80 في المائة في أوروبا الغربية، وإلى ذلك فإن شركة ام تي ان تتصدر قائمة الشركات المشغلة الكبرى للموبايل في افريقيا بعدد مشتركين يقترب من 20 مليون شخص تليها فوداكوم بعدد 19 مليون مشترك ثم اوراسكوم المصرية بما يقارب 17 مليون زبون·

وفي الوقت الذي تزداد فيه امكانية النمو في افريقيا والأسواق الناشئة الأخرى فقد طرأت تطورات جديدة مؤخراً عملت على اجتذاب المزيد من مشغلي الموبايل الأجانب حيث أضحت الحكومات أكثر إدراكا لفوائد التنافسية وشرعوا في إصدار المزيد من التراخيص للشبكات والاتجاه إلى خصخصة شركات الاتصالات المملوكة للحكومة·

زر الذهاب إلى الأعلى