الأخبار التقنية

التبعية التقنية وحلم الإبداع العربي

حالي حال أي مواطن عربي، لا يزال ذلك الحلم الجميل يراودني منذ أن لامست أصابعي لأول مرة أزار لوحة المفاتيح بأن يكون لنا نحن العرب بصمتنا الخاصة في العالم التقني. وبدأ هذا الحلم يتلاشى شيئاً فشيئاً، بدلاً من أن يكبر، إلى أن أصبح ينصب فقط على التخلص من تبعية الغرب والتي تتجلى مظاهرها في مجالات شتى. وعندما أتحدث عن التبعية التقنية أعني هنا محاولة اللحاق بركب الأمم الغربية المتقدمة، عوضاً عن تصدير هذه التقنيات للعالم.

ولا يخفى على أحد مدى ارتباطنا الكبير بالعالم الغربي في المجال التقني نظراً لكون الغرب المصدر الأول لكافة التقنيات التي بدأت تدخل في أسلوب حياتنا يوماً بعد يوم، إلى أنني سآتي على ذكر آخر ما استجد بهذا الخصوص. فقد شهدنا في الآونة الأخيرة انتشار بعض التقنيات والظواهر الإلكترونية الجديدة إن صح التعبير، مثل البودكاستينغ والفودكاستينغ، فضلاً عن التقنيات المتعلقة بالنشر الإلكتروني كتقنية RSS. وكون هذه الظواهر الإلكترونية تعتمد على تقنيات موجودة بالأصل، فلماذا لم تكن ولادتها على أيدي المبدعين العرب؟ وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال عن السبب وراء انتظارنا كشف الغرب عن التقنيات الجديدة لنقوم نحن بدورنا باستخدامها، أو استهلاكها إن صح التعبير.

وقد كنت في غاية الاندهاش ذات مرة حينما طلبت مني إحدى الزميلات في بريطانيا (إنجليزية الأصل)، وكان ذلك منذ ثلاث سنوات تقريباً، مساعدتها في تعريب إحدى مواقع المدونات الشخصية. وقلت في نفسي هل يعقل أن تستثمر هذه الشركات في مثل هذه المشاريع “الفارغة”. إلا أن الأيام القليلة الماضية أثبتت انتشار هذه الظاهرة الإلكترونية بشكل كبير حتى بين المستخدمين العرب، بل بات لهم مواقع خاص تتحدث عن آخر أخبار المدونات العربية. إذا ما المشكلة؟ هل تكمن المشكلة في قرائتنا الخاطئة للمستقبل التقني وما يدور على الساحة التكنولوجية، أم في عدم قدرتنا على الإبداع في هذا المجال كوننا مستهلكين ولسنا منتجين؟ وبكل تأكيد بيننا نحن العرب مبدعين في هذا المجال، إلا أن إبداعنا ينطلق من حيث انتهى الآخرون، أي أنه إبداع استهلاكي وليس إنتاجي.

ونظراً لانخراط التقنيات الحديثة في أسلوب حياتنا اليومية وتحويل العالم إلى قرية صغيرة فضلاً عن توفر مصادر المعلومات المتطورة، نشأ لدينا جيل جديد متابع ومهتم بما يدور على الساحة التقنية، الأمر الذي يبشر بإمكانية ولادة تقنيات حديثة وظواهر تكنولوجية عالمية على أيدي مبدعين عرب. وها نحن نتظر ما سيحمله لنا عام 2006 من إبداعات عربية، وتبقى مسألة التحرر من التبعية الغربية في المجال التقني حلماً يراود كل مستخدم عربي حتى يخرج من بيننا من يخط بإبداعه أول صفحة في التاريخ التكنولوجي.

زر الذهاب إلى الأعلى