الأخبار التقنية

نقمة الإنترنت على الصحف الورقية في عام 2005

تناولت الصحف الأمريكية في العام الماضي تقارير تتحدث عن هبوط حاد في توزيع أكبر الصحف الأمريكية مثل “الصاندي” و”الواشطن بوست” و “وول ستريت جورنال” وغيرها في الستة الأشهر الماضية المنتهية في شهر سبتمبر 2005 بنسبة تصل إلى أكثر من 2.5%، مما أثر سلبا على هذه الصحف وعلى حجم نمو الإعلانات في بعض منها.

ويعد هذا الهبوط الأكبر منذ أزمة 1996-1995 التي وصلت إلى 2.1%. وتناولت العديد من التقارير الأسباب التي أدت إلى هذه الكارثة ومع اختلاف تسبيبها لهذه الكارثة إلا أنه “تعددت الأسباب والإتفاق على واحد” وهو الإنترنت.

حيث اتفقت التقارير على أن هذه الأزمة بسبب بعض الصحف المتواجده على الإنترنت والتي تقدم محتوياتها بالمجان، وبسبب أقسام الأخبار في مواقع بوابات الإنترنت كياهو وجوجل وإم إس إن. وتعتبر أقسام الأخبار في بوابات الإنترنت مصدر ثقة لدى شريحة كبيرة من مستخدمي الإنترنت، كما أوضحت ذلك دراسة قامت بها شركة كارنيجي حيث بيّنت أن 44% من عينة الدراسة، والتي كانت أعمارهم تتراوح بين 18-34 سنة، يعترفون أن ثقتهم بمصادر أقسام الأخبار في بوابات الإنترنت المشهورة تعادل ثقتهم بالصحف.

إن المراقب لتطور استخدامات الإنترنت في الوطن العربي يعلم جليا أن المستخدم العربي وخاصة السعودي يتلقى أخباره إما من مواقع الصحف و القنوات الإخبارية أو من المنتديات العامة، وذلك يوعد بمشكلة للصحف الورقية مثل التي نتحدث عنها الآن. لذلك فإن الصحف الورقية السعودية على مفترق طرق، فإما أن لا تقوم بتطوير موقعها على الإنترنت وبذلك فإنها ستفقد شريحة سوقية مهمة وهي شريحة الشباب والتي تعتبر الشريحة المستقبلية لها. وخاصة أن أحدث التقارير أثبتت أن قراءة الأخبار على الإنترنت هو ثالث أكثر خدمة مستخدمة على الإنترنت، وبفارق ضئيل، بعد البريد الإلكتروني والبحث. أما الخيار الثاني للصحف الورقية وهو تطوير موقعها على الإنترنت، ومن المحتمل أن تقع هنا في نقمة أخرى وهي رؤية شريحتها المستقبلية تقوم بزيارة موقعها على الإنترنت بدلا من شراء عدد الصحيفة.

إن تعامل الصحف الورقية مع الإنترنت يختلف باختلاف استراتيجيتها. فـ”وول ستريت جورنال” تقوم بتقديم اشتراك خاص لمحتويات موقعها على الإنترنت، وصحيفة “ذا نيويورك تايمز” تقدم بعض مقالاتها بمبالغ والأخرى مجانا وفي الحالتين يجب التسجيل، كما أن هناك الكثير من الصحف تقدم محتوياتها على الإنترنت مجانا ومنها الصحف السعودية. ولكن هل تواجد الصحف السعودية على الإنترنت يعتبر استراتيجية أم مجرد “كشخة”! وهل هذه “الكشخة”، وهي تعتبر أحد أهداف التواجد على الإنترنت، ستدوم وإلى متى؟. يقول روبيرت ماردوك، رئيس نيوز كورب ومالك 175 صحيفة حول العالم “اليوم، الصحف مجرد ورق، وغدا قد تكون هدف يقصد إليه”. والمقصود أنها قد تكون بوابة إنترنت مثل ياهو وجوجل وإم إس إن تقصد من مستخدمي الإنترنت ويجدون بها الأخبار والترفيه والتعليم وغيرها.

زر الذهاب إلى الأعلى