أجهزة محمولة

الانتخاب عن طريق الرسائل القصيرة آخر استخدامات الهاتف المحمول

بدأ الإعلان “قم بالتسجيل للانتخاب. أرسل “VOTE” (انتخب) لهاتف رقم 80837.” لأول وهلة كإعلان عن هاتف نوكيا المحمول وليس رسالة حملة انتخابية.

ويأتي هذا الإعلان في إطار الحملة التي شنتها المجموعة غير الربحية (Mobile Voter) بالتعاون مع اللجنة الأمريكية الصينية المشتركة لتوعية الناخبين، وهي الأولى من نوعها التي حولت النشاط السياسي كليًا من على الإنترنت إلى الهواتف المحمولة التي يتزايد استخدامها كل يوم.

ويكشف هذا المشروع، الذي يتخذ من سان فرانسسيكو مقرًا له، عن جيل جديد من الناشطين السياسيين الذين يأملون في تحويل الهواتف المحمولة إلى أداة فعالة في العمل السياسي.

ولقد توقع منذ زمن بعيد خبراء التقنية أن يصبح الإنترنت أداة من أدوات الحملة الانتخابية. إلا أن هذه التوقعات لم تتجسد على أرض الواقع إلا في انتخابات عام 2004. أما في حالة تقنية الهواتف المحمولة، فلقد كان السياسيون أسرع بكثير في استغلال الهواتف المحمولة في التصويت في العديد من الدول على مستوى العالم، حيث ينتشر إرسال الأفراد للرسائل النصية وتصفح الإنترنت من هواتفهم المحمولة.

ففي أوائل هذا العام، قام الناشطون السياسيون المعارضون لرئيسة الفلبين جلوريا ماكباجال ارويو، بتسجيل مثير للجدل لحوار انفعلت فيه الرئيسة على موظفي الانتخابات. وحولوا هذا التسجيل إلى نغمة رنين. وتصدرت هذه النغمة أكثر النغمات تنزيلاً عام 2004 على الرغم من تحذيرات الحكومة من مغبة استخدام هذه النغمة.

إلا أن آمال مجموعة (Mobile Voter) لا يمكن أن تصل إلى هذا الحد، ذلك لأن استخدام الرسائل النصية في الولايات المتحدة الأمريكية أقل بكثير من استخدامها في العديد من الدول الأخرى ويرجع ذلك إلى ارتفاع تكلفة هذه الخاصية (حوالي 10 سنت للرسالة) عن نظيرتها في الدول الأخرى.

وتكرس مجموعة (Mobile Voter) غير الربحية نفسها لمساعدة الناخب على المشاركة، خصوصًا الأشخاص الأصغر سنًا الذين يصعب الوصول إليهم باستخدام الطرق السياسية التقليدية الأخرى.

وتبدأ آلية التسجيل بإرسال الناخب لرسالة نصية تقول “VOTE” (انتخب) إلى الرقم المذكور في الإعلان، فيتم إرسال رد فوري يطالبه بإرسال اسمه وعنوانه، كل ذلك باستخدام خاصية الرسائل النصية بالهاتف المحمول. وعندئذ ستقوم المجموعة بإرسال نماذج التسجيل بالبريد إلى عنوان الناخب.

ووضح مصمم ويب المجموعة بين رجبي “أن ما تنفرد به تقنية الهاتف المحمول هي القدرة على الوصول إلى أشخاص في أماكن لا يمكنك الوصول إليها بالطرق الأخرى بسرعة وبمنتهى السهولة”.

ويذكر أن الاهتمام بهذا النوع من الحملات الانتخابية يشهد نموًا متزايدًا على مستوى العالم. حيث تم عقد مؤتمر في تورنتو الشهر الماضي. والذي تجمع فيه الناشطون الذين يستخدمون تقنية الهاتف المحمول من جميع أنحاء العالم. وفيه دلل الحاضرون بالعديد من الأمثلة على مزايا استخدام هذه التقنية وسهولة استخدام تقنية الهاتف المحمول في أماكن سجلت فيها مساهمات الإنترنت انخفاضًا ملحوظًا.

ومع كل ذلك، أقر المتحمسون لهذه الظاهرة إن جاز التعبير بأنه لا يمكن أن تحل هذه التقنية محل الطرق التقليدية لكسب أصوات الناخبين، إلا إنها ستساهم بشكل كبير في الوصول إلى قاعدة أكبر من الناخبين.

زر الذهاب إلى الأعلى