أخبار قطاع الأعمال

ابصر والتعليم الإلكتروني في المنطقة

انطلقت منصة ابصر للتعليم الإلكتروني باللغة العربية، مستفيدة من انتشار خدمة الإنترنت في العالم العربي على شكل واسع، وزيادة المهتمين بالتعليم وتطوير المهارات في المنطقة، وفي هذا الحوار الذي أجرته البوابة العربية للأخبار التقنية، مع سيف السويدي مؤسس أكاديمية أبصر للتعليم الإلكتروني، ليحدثنا عن التعليم الإلكتروني وتجربته في ريادة الأعمال وعن أكاديمية ابصر.

قصة ابصر

سيف السويدي مؤسس أكاديمية ابصر للتعليم الإلكتروني
سيف السويدي مؤسس أكاديمية ابصر للتعليم الإلكتروني

ابصر هو منصة متخصصة بالتعليم الالكتروني باللغة العربية، تقوم بالإستفادة من خبرات وتجارب الراغبين بتوثيقها، وجاءت الحاجة من أن أغلب الدورات التدريبية مرتفعة الأجور، وهذا يسبب عائق أمام من يرغب بالتعليم المستمر. فمشروع أبصر يجمع بين إيجاد الحلول التعليمية المناسبة، بالإضافة إلى مواكبة التوجه العالمي نحو تطوير وسائل التعليم عن بعد.
منصة ابصر موجهة لكافة الطلاب العرب حول العالم، وتضم مجموعة من الأكاديميين العرب المتخصصين في مجالات علمية متنوعة، إلى جانب مدربين معتمدين من قبل الجامعات العالمية.
انطلاقة ابصر جاءت كنتيجة طبيعية لتطور المجتمع العربي، لمحاكاة حاجة الشباب العربي لاكتساب معارف جديدة تغني حصيلتهم المعرفية، وتشجعهم على اكتساب مهارات جديدة، دون قيود زمانية أو مكانية.
تقدم منصة ابصر برامج تدريبية متكاملة تضم مناهج عالمية، عَمِلَ على ترجمتها ومراجعتها وتعريبها مجموعة من الأكاديميين العرب المتخصصين، لتقديمها بأساليب تعليمية مبتكرة، تضمن وصول المعلومة وتثبيتها في ذهن المتعلم.

وحول كيفية تمويل منصة ابصر، يخبرنا سيف بأن منصة ابصر يتم تمويلها عبر مجموعة من الشركاء المؤمنين بالفكرة، ولاينظرون للعائد المادي بقدر نظرهم للقيمة التعليمية التي سيحققها المشروع لكل من يرغب بالتعلم والتطور، ولإيمان شركاء هذه التجربة بأهمية مشاركة المعرفة.

أما أصحاب فكرة ابصر فيقول سيف، بأنهم مجموعة من الشباب المثقف والمتعلم، الذين يؤمنون بأهمية العلم وتأثيره في حياة المجتمعات؛ يعتقدون أن النقد وحده بدون العمل المبدع لا يرفع من قدرات أمة أو شأنها، فلدى سيف شركاء كثر في مشروع أبصر، فكل من يؤمن بقيمة المشاركة المعرفية ويدعمها هو شريك لابصر،  وفي النهاية لابد لكل مشروع ناجح ومستمر من إدارة مالية ناجحة.
فمن هنا ينصح سيف كل شاب يبدأ بفكرة أن يسعى لتأمين أسباب نجاحها، وقد لا يستطيع فعل ذلك لوحده، فيبحث عمن يؤمنون بفكرته ويملكون الدعم المادي المناسب للانطلاق بالمشروع بشكل صحيح، ويقول الأهم بالشراكة هو وحدة الهدف والإيمان به من قبل الأطراف المتشاركة.

منصة ابصر للتعليم الإلكتروني
منصة ابصر للتعليم الإلكتروني

المنافسة والسوق

السوق بالنسبة لابصر كبيرة وواعدة، وحتى مع وجود مبادرات منافسة، فلن يستطيعوا جميعا تغطية حاجات السوق، على عكس مشاريع التعليم الالكتروني التي تستخدم اللغة الانجليزية فتعد بالعشرات.

منصة ابصر موجهة لكل العرب الراغبين بالتعلم حول العالم، أينما وجدوا، ولا يخفي سيف سرًا بأن ابصر شكلت مع الوقت مكان جامع للعديد من الطلبة العرب، حيث يقول أنك تستطيع أن تلمس حبهم وشغفهم للعلم بشكل كبير، وهذا ما يؤكد تمامًا أن الحدود الجغرافية ليست سوى حواجز مادية لا قيمة لها، أمام قوة الشباب العربي واندفاعهم للعلم.
نقطة انطلاق ابصر كانت ماليزيا لما تتمتع به من بيئة مثالية حاضنة للمشاريع العملية، وكذلك تواجد للجاليات العربية بشكل كبير خصوصا من شريحة الطلاب، وهو ما شكل حافز كبير لتأسيس ابصر، وتعزيز تواجدها في السوق العربي، ويطمح سيف بشكل دائم إلى نشر المعرفة على نطاق واسع، ويرحب بجميع الأشخاص والشركات والمنظمات الراغبة في التعاون معهم.

نموذج العمل الحالي في ابصر يعتمد على الرسوم، التي يدفعها المستخدم للاشتراك السنوي في الموقع وهي 99 دولار سنويا، وتوجد خطط اخرى لثلاث وخمسة اشخاص وكذلك خطط للشركات لمتابعة وتدريب موظفيها.

الهواجس والمحفزات

أكثر ما يقلق سيف، هو شباب هذه الأمة فيقول بأن كل شاب بحاجة الى موجه حقيقي، لرسم معالم الطريق أمامه، لانعدام عوامل النجاح في وطننا العربي، حيث لا توجد بيئة مناسبة للابداع والابتكار؛ والمشاريع الداعمة لعلاج هذه الظاهرة خجولة وقليلة بالنسبة لواقع الأمة.

أما ما يحفزه  فهو النجاح وتحقيق الهدف، فعندما يجد أن الطلبة يستفيدون من المحتويات المقدمة عبر الموقع، يشعر بالسعادة والفخر، وكذلك فإن زيادة عدد المتعلمين يحفزه على مواصلة العمل بجد، وابتكار أساليب جديدة، والاطلاع أكثر وأكثر على جديد هذه الصناعة المتقدمة.
أما خطط سيف المستقبلية، فهي تطوير المنصة برمجيا، وتوسيع عدد الدروس المسجلة باللغة العربية، والتي يحتاج لها الوطن العربي بشكل عاجل وأساسي، مثل دورات تطوير المهارات، وكذلك يطمح سيف إلى زيادة اعتمادات الشهادات الصادرة من أبصر.

نصائح رواد الأعمال

طريقة اختيار سيف لفريق عمله دقيقة، فيعتمد على تحقق مبدأ المنفعة المتبادلة، ويسعى إلى توفير بيئة عمل مريحة ومناسبة، عملًا بالمثل القائل ” فاقد الشيء لا يعطيه”، لذلك يطغى على طابع العمل في ابصر الابداع حتى بالمهمات الروتينية الاعتيادية، فتجد الجميع كما يقول سيف يبحث دومًا على طريقة جديدة لأدائها.

ينصح سيف وبشدة الإستعانة بذوي الخبرة، ممن يستطيع رائد الأعمال أن يثق بنصائحهم وخبراتهم، فهم يختصرون الطريق على ريادي الأعمال ويختصرون الوقت بنصائحهم القيمة؛ أما بالنسبة لسيف فكان أحد المستشارين بالنسبة له منذ الأيام الأولى لمسيرته رجل الاعمال العراقي كمال الدوسري، وكذلك د.أشرف زيدان من جامعة ملايا في ماليزيا وغيرهم، ويذّكِر سيف أيضا بالمقولة المشهورة والتي لا تصح نسبتها للنبي صلى الله عليه وسلم لكنها واقعا صحيحة جداً وهي : “ما خاب من استخار وما ندم من استشار”، فقبل ان يقدم سيف على أي عمل أو قرار يستخير الله عز وجل ثم يستشير من يثق بهم . ويأكد أن الاستشارات التخصصية لا بد أن تكون من أهلها ومن المختصون بها.

أما عن المواقع والمراجع التي استفاد سيف منها في تجربته الريادية

بالنسبة لورشات عمل ريادة الأعمال والأحداث والدورات المتعلقة بها، فيقول سيف أنه يوجد الغث والسمين، فعلى رائد الاعمال ان يمتلك الفراسة في تقييم الدورة، فللأسف الكثير من الدورات اصبحت تجارية، وهدفها الربح المادي فقط دون العائد التدريبي للمدربين، مع أن الهدف المادي مشروع، لكن لا يكون هو الجانب المغلب في الموضوع.
أما بخصوص البرامج التي استفاد منها كثيرا فهي دورة اعداد المشاريع الاحترافية في اكاديمية فلسبي وكذلك “برنامج صناع نهضة”.

ينصح سيف بالابتعاد عن دراسات الجدوى عند الاقتناع بفكرة اي مشروع، والعمل بمبدا التجربة والخطا، وهذا لا يغني عن عمل تحليل بسيط للمخاطر والتحديات والفرص والنقاط القوة ونقاط الضعف كتطبيق سوات SWOT مثلا، على ان يطبقها الريادي بنفسه، ولا يستعين بشركة لعمل دراسة، فالمبلغ الذي يصرف للدراسة يمكن ان يستثمر في خوض التجربة والاستفادة منها حتى و ان فشلت.

أما تعريف سيف للنجاح فهو ” النجاح ليس هو الثروة ولا الشهرة ولا الاحترام، كثير من الناس يفهمون النجاح من خلال هذه الأشياء، لا أبدا هذه أحد أهم ثمرات النجاح، النجاح الحقيقي هو أن تكون: (مبدع) و (مؤثر) في حياة الآخرين هذا هو النجاح الحقيقي، وهذه هي السعادة الحقيقة”.

إذا كان لديك شركة ناشئة أو مشروع مميز وأردت أن نسلط الضوء عليه عبر البوابة العربية للأخبار التقنية، لا تتردد بمراسلتي عبر البريد الإلكتروني homam.g @ gmail.com أو عبر صفحات التواصل الإجتماعي الموجدة في ملفي بالأسفل.

زر الذهاب إلى الأعلى