رأي وحوار

مؤتمر الفرصة الأخيرة لـ تيم كوك مع آبل

بقلم فراس اللو، عضو فريق التحرير في البوابة العربية للأخبار التقنية.

 

لم يكن أشد المتشائمين يتوقع الحالة التي وصلت إليها شركة آبل بعد استلام تيم كوك زمام الأمور خلفاً لـ ستيف جوبز. فالكل كان يؤمن بفكرة وجود خطة عمل مرسومة مُسبقاً من قبل ستيف الذي حول الشركة من القاع إلى القمة وأطلق مُنتجات ثورية غيّرت شكل التقنية بشكل كامل، وما تيم إلا مُنفّذ يثق به ستيف. لكن تيم كوك ظهر في أكثر من مُناسبة ونوّه على هذه النقطة بقوله إنه يُدير الشركة وفقاً لرؤيته الخاصة وليس وفقاً لرؤية أي شخص آخر.

ومن الطبيعي أن تتم مقارنة تيم بـ ستيف، كيف لا وهو الخلف لشخّص تخطى حدود الإبداع بشهادة جميع عمالقة التكنلوجيا، فضلاً عن أن تسمية تيم رئيساً تنفيدياً للشركة تم باقتراح وتوصية من جوبز. وبعيداً عن المقارنات، فإن تيم كوك لم يُقدم مُنتجات ثورية كما كان الحال سابقاً وهو ماذُكر بشكل مُفصّل في مقالتي هل أفقد تيم كوك شركة آبل بريقها؟!

الآن وبعد إطلاق النسخ الجديدة من نظامي ماك OS X والتي حملت اسم Yosemite ونظام تشغيل أجهزة آبل الذكية آي أو إس 8، إضافةً إلى إطلاق أجهزة آيفون الجديدة خيّب تيم توقعات المستخدمين حول العالم من جديد، خصوصاً مع المشاكل التي تظهر بشكل يومي بدءاً من مشاكل في إنحناء هواتف آيفون 6 بلس، مُروراً ببطئ نظام آي أو إس 8 على معظم الأجهزة وإنتهاءً بمشكلة التحديث الذي تم اطلاقه وسحبه بعد ساعة بسبب مشاكل في الاتصال وحسّاس البصمة.

قد يرى البعض أن الكلام السابق فيه نوع من القسوة أو ماهو إلا كلام من مُتعصب لمنتجات أو شركات ثانية. لكن الحقيقة أنني لا استخدام سوى منتجات شركة آبل والتي أرى فيها سلاسة في التعامل لاتتوفر في منتجات ثانية بالنسبة لاستخدامي اليوم. الحقيقة يجب أن تُقال، فكيف يُمكن لشركة أن تقع في خطأ تقني أفقد الكثيرين أبسط استخدام للهاتف وهو إجراء المكالمات ؟ قد يُبرر البعض ماسبق بأن الأمر شائع وشائع جداً، ولايوجد شيء كامل وهذا النوع من المشاكل متواجد وبكثرة في أنظمة تشغيل ثانية.

هذا اللوم لم يأتي من فراغ خصوصاً أن تيم توجه لمراقبة الخصوم وأشعل لعبة التصريحات منذ استلامه، على عكس ستيف الذي عوّدنا أن يُركّز مع آبل فقط مع التهكم بشكل خفيف على بعض المنتجات الثانية. ولكي لانعود كثيراً للوراء، دعونا نتذكر مؤتمر الإعلان عن هاتف آيفون 5، تيم استخدم ورقة في حربه الإعلانية وكسبها، وهي أن حجم الشاشة مُلائم جداً للاستخدام بيد واحدة، ولا يوجد مُبرر للقيام بتصنيع جهاز بشاشة أكبر.

لم يمضي عامين حتى أطلقت الشركة جهازين جديدين بشاشات 4.7 و5.5 إنش. ليس من العيب الاستجابة لرغبة السوق، لكن العيب هو تكرار نفس الخطأ أكثر من مرة. في نفس المؤتمر تهكم تيم وأحد المهندسين في شركة آبل على ميزة الاتصال القريب المدى NFC وقالوا بالحرف أنه من الغباء أن يتم هز أو طرق الأجهزة ببعضها البعض من أجل نقل البيانات، لكن ومع إطلاق آيفون 6 تم تقديم ميزة الدفع الإلكتروني بالاعتماد على الاتصال القريب المدى مع وجود تقارير بإتاحة هذه التقنية للمطورين في العام المُقبل للاستفادة منها داخل تطبيقاتهم، وبالتالي وقع السيّد كوك بفخ التناقضات من جديد.

أخيراً وليس آخراً، رفع تيم سقف التوقعات في نهاية العام الماضي وبداية العام الحالي، ففي مُقابلة أجراها تحدث عن وجود مُنتجات ثورية في هذا العام، ومع إنقضاء ثُلثي العام لم نرى أي شيء ثوري كما زعم، حتى ساعة آبل الذكية لم تُقدم ماهو جديد أو مُميّز من وجهة نظري الخاصة والمتواضعة.

التقارير تُفيد أن آبل تعتزم الكشف عن الجيل الجديد من أجهزة آيباد في شهر أكتوبر/تشرين الأول القادم. إضافة إلى ذلك، تحدثت تقارير عن تحديثات جديدة لحواسب ماك بوك المحمولة بالإضافة إلى وجود شاحن لاسلكي لأجهزة آيفون 6 و6 بلس. لكن على الرغم من هذه التوقعات، إلا أنها لن تشفع لـ تيم كوك في لعب دور الرئيس التنفيذي لشركة بحجم آبل. قد يبقى في منصبه لكن بالنسبة للجماهير العاشقة لهذه الشركة فهو لم ولن يكون رمزاً خالداً كما كان سلفه.

مايُذكر لـ تيم أنه حسّن الوضع المادي للشركة، فهو وزّع منذ عام 2012 مايزيد عن الـ 100 مليون دولار كأرباح للمُساهمين فضلاً عن إعادة شراء المزيد من حصص الشركة من السوق، لذا قد تظهر عبقريّته في نواحي التسويق والمبيعات لكن اتخاذ القرار في الموافقة على تصميم جهاز، واجهة أو منتج جديد ليس من الأمور التي يُتقنها. فبعد سنتين من الوعود والترقبات لم تُثمر عن شيء حتى الآن.

زر الذهاب إلى الأعلى