رأي وحوار

أوبر والـ ١٣ مليار ريال سعودي .. ورأيي الصريح!

ضجت وسائل الإعلام بمختلف نماذجها في الساعات القليلة الماضية بخبر من العيار الثقيل مفاده ضخ استثمار سعودي تبلغ قيمته حوالي ١٣ مليار ريال سعودي مقابل ٥٪ من شركة أوبر.

وبالرغم من ثقتي الكاملة في الحكمة الاقتصادية التي تقف وراء اتخاذ هكذا قرار وتشجيعي له، إلا أنني – وبصفتي متابع للمشاريع التكنولوجية محليًا وعالميًا- تداهمني الكثير من الأفكار التي لم أستطع كبح جماحها، وسأطرحها عبر هذا المنبر. وأتمنى على كل من يقرأ هذا المقال أن يأخذ منه الجانب الإيجابي ويبعد عنه الشكوك والوساوس، وحتى أقطع الطريق على من يريد الاصطياد في الماء العكر: فأنا شخصيًا مع توجه المملكة وسعيها نحو تنويع اقتصادها.

ولكن إذا نظرنا إلى تاريخ شركة أوبر فسنجد أنها كانت عبارة عن مشروع ناشئ لتطبيق “أوبر” الذي لا يتعدى تمويله أكثر من ٢٠٠ ألف دولار في بداياته، لتصل قيمة الشركة حاليًا إلى ٦٢٫٥ مليار دولار.

تخيل معي عزيزي القارئ أن استثمارًا آخرًا بقيمة ١٣ مليار ريال سعودي أخرى خصص مستقبلًا لدعم المشاريع الناشئة السعودية، لاسيما في قطاع التكنولوجيا، ولنفترض أن كل مشروع وفكرة ناشئة تبلغ تكلفتها مليون ريال سعودي (٢٦٦ ألف دولار)، سيكون لدينا ١٣ ألف فكرة وشركة ناشئة!

والسؤال: ماذا يمكن لـ ١٣ ألف مشروع ناشئ في قطاع التكنولوجيا أن يحدث في اقتصاد المملكة؟ أو أي دولة أخرى على وجه الأرض؟!

لن أجيب على هذا السؤال، وسأتركه للمختصين، إلا أنني أتمنى أن أرى استثمارًا مماثلًا وبذات القيمة لدعم الأعمال والمشاريع السعودية والعربية الناشئة، وسيأتي لنا أبناؤنا بأفضل من أوبر إن شاء الله.

——-

ولمن يتساءل عن تفاصيل الخبر، فقد أعلن كل من صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذراع الاستثماري السيادي للمملكة للاستثمارات طويلة الأمد، وشركة أوبر، عن استثمار جديد اليوم للصندوق في أوبر بقيمة 3.5 مليار دولار أميركي وذلك وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السعودية.

ويعد هذا الاستثمار أحد أكبر الاستثمارات الدولية لصندوق الاستثمارات العامة حتى الوقت الراهن، والاستثمار الدولي الأول منذ إعلان المملكة العربية السعودية عن رؤية 2030 – الخطة الموسعة لتنويع اقتصاد المملكة. ومن خلال هذه الصفقة، سيشارك صندوق الاستثمارات العامة بأحد المقاعد في مجلس إدارة أوبر. وتقدم أوبر خدماتها حالياً في 9 دول و15 مدينة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وفي داخل المملكة العربية السعودية، تقدم أوبر خدماتها في الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة والمنطقة الشرقية.

زر الذهاب إلى الأعلى