دراسات وتقارير

IDC: دلالات واضحة على أن إنترنت الأشياء تشكل مستقبل قطاع التجزئة في الأسواق الرئيسية بالمنطقة

ما يزال الوقت مبكراً على إنترنت الأشياء، سواء هنا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا أو على مستوى العالم، ولكن شركة IDC تقول، أن هناك دلالات واضحة على أن إنترنت الأشياء ستصبح قريباً جداً المسار الرئيسي.وينطبق ذلك الوضع بشكل حرفي على قطاع التجزئة، حيث نرى اللوحات الرقمية منتشرة في مراكز التسوق وفي المطارات بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهي العنصر الأكثر وضوحاً في هذا السوق الذي يتأهب للانطلاق.

وفي دراسة أجرتها IDC على الأسواق الأربعة الرئيسية “المملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وتركيا والإمارات العربية المتحدة” سيرتفع حجم الإنفاق على إنترنت الأشياء بين شركات التجزئة بمتوسط 19 بالمائة سنوياً في المستقبل المنظور، بما يمثل إنفاق 1.6 مليار دولار تقريباً خلال الفترة من 2014 إلى 2018. وعلى الرغم من أن هذا النمو أبطأ من نمو إنترنت الأشياء في القطاعات الأخرى بالمنطقة، إلا أنه يتفق مع التوجهات العالمية، حيث يرتفع الإنفاق على إنترنت الأشياء بمتوسط سنوي 17 بالمائة تقريباً.

وأشارت الدراسة أنه على الرغم من وضوح الدلالات، إلا أن الغالبية العظمى من مشاريع إنترنت الأشياء سترتبط بالحملات الترويجية داخل المتاجر والحملات الترويجية الشخصية، وكذلك الاستثمارات غير المخطط لها من قبل سلاسل الإمداد وأنظمة المخزون داخل المتاجر، وأنظمة النقل أو التسليم. وينشأ ذلك من الحوجة لبنية تحتية أساسية وعمليات مثالية، كما تسعى شركات التجزئة إلى إيجاد قنوات للبيع عبر الإنترنت وعبر الأجهزة المتنقلة وإطلاق مبادرات لعلاقات مع العملاء، وكل تلك الخطوات تمضي في اتجاه ابتكار تسوق متعدد القنوات.

وفي أسواق الشرق الأوسط الثلاثة التي شملتها الدراسة، وهي المملكة العربية السعودية وتركيا والإمارات العربية المتحدة، تسير إنترنت الأشياء جنباً إلى جنب مع صناعة التجزئة الراقية. وعلى الرغم من أن اللوحات الرقمية يتم توظيفها بشكل عادل من حيث الموقع، وأن تقنية المعلومات تشق طريقها بشكل عام نحو المتاجر الأصغر “حتى في شكل حاسب شكلي أو هاتف متنقل”، إلا أن معظم حلول إنترنت الأشياء يتم تركيبها في مناطق التسوق الأكبر والمتوسطة والراقية، وبخاصة في دول مجلس التعاون الخليجي. وفي الواقع، يمكن لمنتجات إنترنت الأشياء أن تساعد دون شك في بث “الإحساس بالفخامة”، وهو عنصر هام في العروض الراقية بالمنطقة.

وأكدت الدراسة أن العلامات التجارية العالمية ستكون هي القوة الدافعة في هذه الأسواق الأربعة. وعلى الرغم من انتشار العلامات التجارية الراقية في مراكز التسوق والمطارات بالمنطقة، إلا أن الأسواق ما تزال غير مغطاة كما ينبغي، والغالبية العظمى من مبيعات التجزئة ما تزال في متاجر صغيرة مستقلة “ترتفع هذه النسبة إلى 90 بالمائة في دول أفريقيا جنوب الصحراء”. ولكن في حالة وجود سلاسل إمداد إقليمية وعالمية، تصبح المنافسة قوية، وبخاصة في المدن الأكبر. ومن المؤكد أن كل ما يمكن أن يؤدي إلى تحسين تجربة العميل، مثل إنترنت الأشياء، سيكون أمراً أساسياً لكسب ولاء العملاء على المدى البعيد.

وتجدر الإشارة أنه على الرغم من أن استهلاك إنترنت الأشياء في قطاع التجزئة بالمنطقة وفي العالم على حد سواء، إلا أن هذا المصطلح غير مستخدم على نطاق واسع في هذا القطاع بالمنطقة. وتقوم شركات التجزئة العصرية في الشرق الأوسط وأفريقيا باعتماد أحدث التقنيات، ويتم ذلك في إطار تطلعهم لتوجيه العمليات وتقليل التكلفة وتحسين التجربة التي يقدمونها للعميل. ويمكن تطبيق نظام لنقاط البيع مدمج مع نظام إدارة علاقات العملاء الذي يرتبط بالإنترنت ونقاط الدخول للأجهزة المتنقلة، بحيث يعتمد على تقنيات الحوسبة السحابية، أو يمكن وضعه على أجهزة الخوادم. وترى شركات التجزئة التي تشغل هذا النظام أن المهمة التي يؤديها لها الأولوية.

زر الذهاب إلى الأعلى