رأي وحوار

في شركتك، هل تستأجر أم تشتري التقنية؟

بقلم: عبدالعزيز الهليل، المدير الإقليمي لشركة IDC بالمملكة العربية السعودية والكويت والبحرين

تم الحديث مرات عديدة خلال فترة الـ 12 إلى 18 شهراً الماضية عن التغير الكبيرالذي يجري حالياً في صناعة تقنية المعلومات، ليس في العالم فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي. وهو ما يسمى بالمنصة الثالثة – والتي تضم الحوسبة السحابية وخدمات الاتصالات المتنقلة والبيانات الكبيرة ووسائل التواصل الاجتماعي – والتي تشكل تحولاً أساسياً في التقنية، كما أنها تحدث تحولاً في طريقة التواصل بين الأفراد والشركات، وكيفية تعاونهم وكيفية الاستفادة من التقنية في أداء أعمالهم اليومية. وفي الواقع، لا نبالغ إذا قلنا أن التحول الهائل الذي نشهده اليوم يشابه التحول الذي حدث عند ظهور الحاسب الشخصي.

ويشعر الجميع بتأثيرات المنصة الثالثة في كافة جوانب تقنية المعلومات، وخاصة في مجال شراء وتأجير تقنية المعلومات.وقد بدأ بالفعل الانتشار الكبير لتبني تقنيات المنصة الثالثة في إحداث تغيير في هذه البيئة، حيث أحدثت الحوسبة السحابية وخدمات الاتصالات المتنقلة تغيراً في قطاع المعدات التقليدية التي تستحوذ على نصيب الأسد من تمويل تقنية المعلومات.

ويقوم مقدمو الخدمات نتيجة لذلك بتنويع عروضهم بما يتجاوز عروض المعدات التقليدية، حيث أصبحت البرامج والخدمات جزءا أكبر من باقة التأجير والتمويل الشاملة. ولكن ما هي الدوافع الرئيسية التي تجعل أعداد متزايدة من مشتري تقنية المعلومات يتبنون هذا النهج الجديد؟ وما هي العوامل التي يتوجب دراستها قبل جعل التأجير والتمويل جزءً أساسياً من خططهم المالية؟

نعلم أن جاذبية الحوسبة السحابية للمستخدمين النهائيين تتركز حول نشر التطبيقات بشكل سريع، وتحسين عائدات الاستثمار، والتوفير في تكاليف المعدات والبرمجيات والطاقة والتبريد. ومن منطلق هذه الدوافع، من الواضح أن الجيل القادم من نماذج الاستثمار في تقنية المعلومات ستتطلب التكيف مع تطور احتياجات العمل، وخاصة وأن العملاء يطالبون بالمرونة في الحصول على تقنية المعلومات واستخدامها والدفع مقابلها بطريقة تلبي احتياجات العمل على أفضل وجه.

وأحد المجالات التي تجتذب إعجاب مشتري تقنية المعلومات من قطاع المشاريع هو البنى التحتية والمنصات المتكاملة. وهذه الأنظمة مصممة بحيث يتم نشرها بشكل سريع، وتستخدم أسلوباً يمكن المشتري من ترقية الموارد وأعباء العمل بشكل سريع. وعلى الرغم من أن ذلك يبدو أمرً مثالياً، إلا أنه يتطلب رأسمال كبير يسبب مشكلة للمدراء الماليين. وهذا ما يجعل المزيد من رؤساء تقنية المعلومات يسعون لمقدمي الخدمات الذين يؤجرون خدماتهم بخيارات مالية مناسبة تمكنهم من ملائمة النفقات مع قيمة الأعمال التي توفرها هذه الحلول.

وهذا مثال واحد فقط للضغوط المتزايدة التي تتعرض لها المنشآت في المنطقة لتبني منصات تقنية المعلومات الجديدة، ويوفر التأجير منهجاً متاحاً للتغلب على بعض المعوقات المالية التي يواجهونها في هذا الخصوص. وبغض النظر عن القطاع، فقد يكون مستحيلاً في بعض الأحيان تقدير السعة المطلوبة عند التخطيط لمشروع جديد، وفي هذه الحالات فإنني أشجع مشتري تقنية المعلومات على أن يتعاملوا مع خيار الاستئجار والتمويل كوسيلة لتلبية احتياجاتهم التي قد تتغير في المستقبل. وهذا كذلك اسلوب أوصي به الشركات التي تتطلع لتطبيق حلول الحوسبة السحابية الخاصة وفي الوقت نفسه تفادي تكاليف البداية وتكاليف البنى التحتية الكبيرة.

لقد أصبحت قضية النفقات التشغيلية في مقابل النفقات الرأسمالية دافعاً مألوفاً للمنشآت للتحول إلى مسار الاستئجار، وبمجرد السير على هذا المسار سيصبح واضحاً أن العملاء يقدمون مرونة العقود على أي عنصر أخرى. إن المشترين ليسوا مستعدون أو مطالبون بالانتظار حتى انتهاء التأجير والبدء بتجديده، بل يمكنهم إحداث تغييرات خلال فترة العقد، وهذا عامل حاسم في نجاح عقود الاستئجار. أما بالنسبة لقادة الأعمال وتقنية المعلومات غير المطمئنين إلى توجهات المستقبل في مراكز المعلومات الخاصة بهم فإن مقدمي خدمات التأجير والتمويل يقدمون ضمانات مطلوبة بأنهم ليسوا منغلقين فقط على الالتزامات طويلة المدى.

وهناك عامل أخر رئيسي استشعره من مشتري تقنية المعلومات وهو أن التأجير والتمويل يوفر حماية من التخلي عن المنتجات القديمة، حيث يقوم مقدمو الخدمة بإزالة المعدات القديمة في نهاية مدة العقد ويعرضون دعماً على كامل العمر الافتراضي.  وفي محاولة لتبسيط التحديات المتعلقة بخطط وإدارة الميزانية التي يوجهها العملاء، يقدم العديد من مقدمي خدمات التأجير والتمويل فواتير شهرية تشمل خدمات الأجهزة والبرامج والخدمات، حيث أن التنسيق بين الميزانية والنفقات يشكل جانباً هاماً للمنشآت، وبخاصة في بيئة تقنية ومالية تكتنفها الشكوك.

وهذا التزاوج بين رؤساء تقنية المعلومات ومدراء المالية والمدير المالي هو موضوع عام في النقاشات الخاصة بالتأجير والتمويل. وفي نهاية المطاف فإن كل منهما يريد تبني منهج أكثر مرونة لإدارة القدرات التي تتميز بها مراكز المعلومات في منشآتهم. وتعتبر المرونة والبساطة أساسيان في تحقيق هذا الهدف، وتمثل الحوسبة السحابية فرصة لاعتماد حل تمويل متكامل.

فإذا كنت منشأتك تتطلع لضبط القدرة عند الطلب وتفادي أن تصبح الأجهزة والبرامج قديمة، وتحقيق التوازن بين الميزانية والتكاليف، وتقليل اعتمادها على مراكز المعلومات القائمة أو تخصيص أموال احتياطية لمشاريع غير متوقعة، فإن ذلك يمكن تحقيقه ليس فقط باللجوء إلى الحوسبة السحابية، ولكن كذلك باللجوء إلى مقدمي خدمات التأجير والتمويل التي تعيد تشكيل بيئة شراء تقنية المعلومات.

زر الذهاب إلى الأعلى