دراسات وتقارير

أوبر تجهز لأسطول مستقبلي من سيارات الأجرة ذاتية القيادة

تكشف عدة مؤشرات عن خطة مستقبلية لشركة أوبر، صاحبة تطبيق طلب سيارات الأجرة الذي يحمل نفس الاسم، للاستفادة بالتطور القادم في مجال السيارات، والمنتظر بإطلاق سيارات ذاتية القيادة قادرة على نقل ركابها بأمان عالي، وضمان اعتماداها على تلك النوعية من السيارات في تقديم خدمات لمستخدميها.

وكانت أوبر قد أعلنت في شهر فبراير الماضي عن توصلها إلى اتفاق شراكة مع جامعة كارنيجي ميلون من أجل العمل بشكل مشترك على تطوير الخرائط وزيادة أمن المركبات بالإضافة إلى تطوير قدرات السيارات ذاتية القيادة عبر إنشاء مركز أوبر للتكنولوجيات المتقدمة ‘Uber Advanced Technologies Center’، غير أن عمل الشركة على الاستفادة من خبرة قسم الروبوتات في الجامعة بدأ بشكل فعلي قبل هذا الإعلان.

وقامت أوبر شهر يناير الماضي بتوظيف حوالي 50 شخصا كانوا يشغلون وظائف مهمة في المركز الوطني لهندسة الروبوتات في مدينة بيتسبرغ- المعروف اختصارا بـ NREC- التابع لجامعة كارنيجي ميلون، واستهدفت الشركة فريقا من الموظفين القدامى والأكثر خبرة الذين كانوا يعملون على تطوير السيارات ذاتية القيادة في المركز ونقلتهم إلى مبنى قريب منه كانت قد قامت بتجديده بعد أن كان عبارة عن مصنع لصناعة الشوكولاطة.

وتسببت هذه الخطوة من أوبر في تسجيل فراغ كبير داخل مركز NREC لتبدأ المفاوضات بينها وبين جامعة كارنيجي ميلون ومن بين ما تم التوصل إليه سماح أوبر لموظفيها الجدد بالمشاركة في مرحلة انتقالية للجامعة من أجل إكمال المشاريع الجارية.

ورغم أن أوبر وعدت في فبراير بتقديم تفاصيل أوفر حول هذه الشراكة خلال حدث خاص غير أن ذلك لم يحدث، وظل الغموض قائما حول ما تقوم الشركة بالعمل عليه.

ورفض مسؤولون في الجامعة الرد على طلبات للتعليق على مخططات أوبر، غير أن بعضهم دافع عنها على غرار أندرو مور، عميد مدرسة علوم الحاسب، الذي قال بأنه يتطلع إلى تحقيق العديد من الإنجازات بفضل التعاون مع مركز التكنولوجيات المتقدمة الذي أقامته أوبر، واعترف مارسيال هبرت، مدير معهد الروبوتات بجامعة كارنيجي ميلون، بأن مشروع أوبر عاد ببعض السلبيات على مشاريع الجامعة، غير أنه اعتبره ذليلا على أن صناعة الروبوتات أصبحت الآن قطاعا ناضجا.

وبعد أربعة أشهر من إعلان الشراكة، كشفت أوبر عن مخططها الجديد لاستئجار منشأة تقدر مساحتها بـ 53000 قدم مربعة كانت عبارة عن مستودعات تقع على بعد حوالي ميل من مركز NREC وذلك من أجل نقل مركز التكنولوجيات المتقدمة إلى هناك نهاية هذه السنة.

وستستفيد أوبر من خبرة مركز NREC التي تقارب الـ 20 سنة في تحقيق تقدم في مشروعها الخاص بالسيارة ذاتية القيادة ومنافسة الشركات الأخرى في هذا المجال على غرار جوجل التي تنوي إطلاق سيارة ذاتية القيادة بشكل كامل تسير دون أي تدخل بشري خلال سنة 2020، وشركة Tesla التي تستعد لتزويد سياراتها بميزة القيادة الذاتية على الطرقات السريعة قريبا.

وكانت جامعة كارنيجي ميلون قد أظهرت تفوقها في مجال السيارات ذاتية القيادة باحتلالها الصدارة في تحدي وكالة مشاريع الأبحاث المتطورة الدفاعية سنة 2004 –الخاص باختبار السيارات ذاتية القيادة- عندما تمكنت سيارتها Sandstorm من قطع مسافة 7.4 ميل بشكل ذاتي، كما احتلت المركز الأول في نفس التحدي الذي أقيم لأول مرة في المدن سنة 2007، وهذا ما يفسر اهتمام أوبر بالتعاون معها.

وقد بدأت أوبر بالفعل منتصف شهر مايو الجاري بإجراء اختبارات على سيارتها ذاتية القيادة في مدينة بيتسبرغ بالقرب من المقر الحالي لمركزها للتكنلوجيات المتقدمة، وقد أكدت ترينا سميث، متحدثة باسم أوبر، بأن المركبة التي تم مشاهدتها مؤخرا في بيتسبرغ حاملة لشعار مركز أوبر تندرج ضمن مشروع الأبحاث الخاصة بتطوير الخرائط وأمن المركبات والقيادة الذاتية، غير أنها لم تقدم تفاصيلا عن التقدم الذي بلغته الشركة في هذا المجال.

وتقول أوبر بأن تطويرها لسيارات ذاتية القيادة سينقص من حوادث المرور في الطرقات، غير أن مشروعا كهذا- إن تحقق على أرض الواقع- سيسمح لها برفع أرباحها عن طريق الاستغناء عن عدد كبير من سائقيها البشر، حيث يعمل لديها 160 ألف سائق حول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى