رأي وحوار

أيهما أفضل: جالاكسي إس 3 أم آيفون 4 إس؟

عمر بني المرجة

الكثير من مستخدمي الهواتف الذكية يقعون دوماً في فخ “أيهما أفضل” عند تفكيرهم في شراء جهاز جديد يناسب احتياجاتهم. ولعلّ أبرز ما يشتّت التفكير هو اسم الشركة المصنّعة لهذا الهاتف.

وهنا نقف لنقول: هل آبل الأمريكية هي الأفضل، أم سامسونج الكورية؟ وخصوصاً أن هذين الاسمين يعتبران من أضخم الأسماء المصنّعة للهواتف الذكية. ويأتي التحيز لنظام التشغيل ليلعب دوره أيضاً، فهل أختار أندرويد أم iOS؟

كثيرة جداً الأفكار التي تدور في بال المستخدم لكي يصل إلى الخيار المناسب له، وهنا سنحاول توضيح مواصفات وميزات كل جهاز، لكي نسهل امكانية الاختيار بين هذين الهاتفين.

المعالج: من أهم المواصفات والذي يؤثر على سرعة وسلاسة الجهاز هو معالجه، وهنا يتفوق جالاكسي إس 3 والذي يملك معالج بتردد 1.4 جيجاهيرتز رباعي النواة، بينما يملك آيفون 4 إس معالج بتردد 1 جيجاهيرتز ثنائي النواة.

ذاكرة الوصول العشوائي: في جالاكسي إس 3 ستكون ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) ضعف تلك التي في آيفون 4 إس، بحيث تصل إلى 1 جيجابايت، بينما في آيفون هي 512 ميجابايت.

الشاشة: أما فيما يخص الشاشة فتأتي شاشة جالاكسي إس 3 أكبر بمقدار 1.3 إنش من شاشة آيفون 4 إس أي بحجم 4.8 إنش وبدقة عرض 1280×720 وبتقنية (HD Super AMOLED)، بينما تأتي شاشة آيفون بحجم 3.5 إنش وبدقة عرض 960×640 وبتقنية (LCD).

الكاميرا: يتشابه الجهازين بالكاميرا الخلفية، حيث يملك كلٍ منهما كاميرا خلفية بدقة 8 ميجابيسكل، أما بخصوص الكاميرا الأمامية، فيتفوق هنا جالاكسي إس 3 بكاميرا ذات دقة 1.9 ميغابيكسل، بينما في آيفون 4 إس فإن دقة الكاميرا الأمامية أقل من 1 ميجابيكسل وهو ما يعرف اختصاراً (VGA).

البطارية: هاتف سامسونج يملك بطارية بقوّة 2100 ميلي أمبير وهي قابلة للفك والتّغيير, أما هاتف آبل فلديه بطارية بقوّة 1420 ميلي أمبير وهي غير قابلة للفك.

المتانة: سبق وأُجري اختبار سقوط بين جالاكسي إس 3 وآيفون 4 إس من قِبل موقع (Android Authority) وأعتقد أن هذا الاختبار كافٍ لمعرفة من هو صاحب الهيكل الأقوى، وبإمكانكم الاطلاع على التفاصيل من هنا.

كل ما سبق هو كلام بسيط ويمكن مقارنته عن طريق جدول يوضّح مواصفات كل جهازٍ على حدة، ولكن ما لا يمكن حسم أمره بسهولة هو ما بدأنا به الحديث، هل أختار آبل أم سامسونج؟ أندرويد أم iOS؟ وغالباً يتدخل التّحيز في مثل هذه الاختيارات. لماذا آبل؟ لأنها شركة رائدة أمريكية عريقة، كانت الأساس لوجود هذه الطّفرة في عالم الهواتف الذكية، وأسّسها الراحل ستيف جوبز، كما وانتصرت مؤخراً على سامسونج! ولماذا سامسونج؟ لأنها الشركة الكورية التي دخلت السوق بقوة وجدارة وبفترة قصيرة، وتزوّد آبل بشرائح الذواكر وانتصرت عليها في قضايا أخرى!

الحل الأمثل لحل مشكلة الشركة المصنّعة، هو نسيانها من الأساس. ابحث عن ما يخدم مصالحك وراحتك، عن الجهاز الذي يناسبك حجمه، أو يناسبك أداء معالجه. لا تدخل نفسك في متاهة الأسماء، فالاسم لن يفيدك عندما تريد تشغيل لعبة ضخمة بحاجة لمعالجٍ قوي مثل معالج إس 3، ولن يفيدك أيضاً عندما تريد ادخال هاتفك في جيب بنطالك الصغير والذي لا يتّسع إلا لهاتف بطول 11.5 سم!

أما فيما يتعلق بنظام التشغيل، والذي يعتبر واجهة الاتصال المباشر بين المستخدم وهاتفه، فهنا أيضاً يقع الجدال. أندرويد نظامٌ ضخم ومن شركة جوجل العملاقة، ومفتوح المصدر وقابل للتخصيص حسب راحة المستخدم. ولكن طبيعة مصدره المفتوح تجعله عُرضة للاستخدام من قبل شركات “صينية غالباً” بمعالجات ضعيفة جداً، تجعل أندرويد يبدو بأسوأ صوره. بينما يبقى iOS النظام المُحتكر من قِبل شركة آبل، نظامٌ قوي ومتين، وغير قابل للاستخدام على أي جهازٍ كان، وإنما فقط لأصحاب أجهزة آبل.

وهنا يبقى الخيار لك، فهل أنت من هواة الدخول في عالم البرمجيات، وتعديل “الرومات” وتخصيص هاتفك لما يناسب احتياجاتك، وبحاجة لاستخدام متعدد للمهام؟ إذاً عليك باختيار جالاكسي إس 3. أما في حال كنت من محبي الراحة وعدم الدخول في متاهات التعديلات البرمجية، وإنما كل ما تحتاجه هو الحصول على تطبيق متين ضمن صفحات تطبيقاتك على شاشة هاتفك، لتقوم من خلاله بتلبية احتياجاتك دون أي تعديلات، فهنا عليك باختيار آيفون 4 إس.

خلاصة القول: صحيحٌ أن جالاكسي إس 3 يتفوق بمعدّات الهاردوير على نظيره آيفون 4 إس، إلا أنه لا يعتبر نقطة النهاية بالنسبة لمحبي آيفون، تبقى القضية هنا “القلب وما يهوى”. وأعتقد أن مقارنة جالاكسي إس 3 بهاتف آبل “آيفون 5” والمنتظر بعد أيام ستكون أغنى بكثير، ولكن تبقى القضية واحدة.

فما هو رأيك أنت من وجهة نظرك كمستخدم لأحد هذين الهاتفين؟

زر الذهاب إلى الأعلى