تحت الضوء

IBM تخصص 100 مليون دولار .. لتبني أفكار تكنولوجية من الهواء !!

خالد البرماوي، القاهرة

هذه الأيام, هناك جيل جديد من كل شئ حولنا.. بداية من مساحيق التجميل حتى تكنولوجيا المعلومات وشبكات الاتصالات .. فلماذا لا يكون هناك جيل جديد من الابتكار؟ العالم يبحث عن أسلوب جديد غير تقليدي لتوليد الأفكار والاختراعات التي تعمل علي حل مشكلات البشر، فبعد سنوات طويلة من جعل الأفكار حكراً علي معامل البحث والتطوير.. أيها السادة لقد حان الوقت لكي تخرج الأفكار للهواء للتنفس باحتياجات الناس الحقيقة.

ربما تحمل هذه الكلمات بعض الفلسفة مع الكثير من الأحلام، ولكن أمامنا بعض النماذج العالمية لجعل الأفكار المنتشر في الهواء المدفوعة باحتياجات البشر واقع عملياً متجسد في منتجات وحلول تكنولوجية، IBM التي تحاول جاهدة إن تعود من جديد للمنافسة تفتق ذهنها قبل أربع سنوات لأسلوب جديد لقراء احتياجات الناس، فابتكرت نظام للحصول علي الأفكار ومن ثم تحويلها إلي ابتكارات تكنولوجية تمس حياة البشر, أينما كانوا في العمل .. والبيت .. وحتى في الشارع علي حد تعبير ديفيد يون نائب رئيس شركة اي بي ام العالمية لقطاع اتصالات المؤسسات والمشرف علي مشروع Global Innovation Outlook الذي يهتم بجمع الأفكار من إي المتعاملين داخل مجتمعات اي بي ام المتعددة.

حول العالم

وظيفة ديفيد تجعل يجوب دول العالم، وتقريبا يكاد يكون مقيم في مطارات العالم المختلفة، وهذا يجعل أشبه بمواطن عالمي، انتمائه الأول للبشرية وللحلول التكنولوجية التي يمكن أن تفيدها، في زيارته لمصر كانت الفرص للقائه، وخلال حديث بسيط أوضح أن برنامج دعم الأفكار العالمية بأسلوب غير تقليدي والمعروض باسم GIO بعد في عام 2004 كمبادرة منا لمخاطبة كافة المجتمعات التي تحيط بنا .. من موظفين وعملاء وشركاء أعمال حتى الأكاديميين والسياسيين، كان الهدف هو تحفيز هؤلاء الأشخاص علي إن يشاركونا في استنباط أفكار وحلول يقترحونها لمشكلات مرتبطة بحياتهم.

الفكرة كما يوضحها ديفيد تعتمد علي تحفيز أشخاص لديهم الحد الداني من المعرفة التقنية بحكم علاقتهم بشركة اي بي ام حتى لو كانت غير مباشرة، ويوضح ديفيد اهتمامنا بهذه المجموعة من البشر لأنهم ببساطة لديهم أساسيات بسيطة لكيفية إخراج الأفكار لواقع عملي، ومع ممارستهم حياتهم الشخصية بصورة عادية تخرج لي أفكار جيدة، ولكنه يعود فيؤكد أن إننا لا نسعى إلي جعل حياتهم معمل كبير للبحث والتطوير، فقط نريد أن نحول أحلامهم وأفكارهم لواقع عملي من حلول وتطبيقات تفيدهم وتفيد مجتمعات أخري.

100 مليون دولار

ولكي تبرهن “اي بي ام” علي جديتها في تبني هذا المنهج الجديد لتوليد الأفكار وضعت في ميزانية ديفيد يون 100 ملينون دولار، ويقول ” بالتأكيد هو مبلغ كبير وكان لزاماً علينا أن نستثمره بالطريقة المثلي كي يأتي المشروع بنتائجه، ويصف النتائج التي تحققت حطي ألان بأنها جيدة, ويضيف البداية كانت بأقل من 50 ألف فكرة ثم وصلت إلي 80 ألف فكرة، وفي أخر عام وصلت الأفكار إلي 150 ألف فكرة من أكثر من 104 دولة كانت مصر منها وساهمت بجزء جيد من تلك الأفكار ولكن من الصعب حصرها لان كل الأفكار توضع في بوتقة واحدة.

وعن خطوات التنفيذ قال في كل عام نختار مجموعة من الموضوعات الرئيسية التي نطلب أفكار لتطويرها فالعام الماضي كانت اغلب الأفكار مركزة حول وجود حلول تكنولوجية ذكية لوسائل المواصلات خاصة في المدن المزدحمة وكان هناك أفكار حول ابتكار نظم دفع اليكترونية صغيرة Micro payment لأصحاب الدخول الصغيرة الذي يصعب علي البنوك التعامل معهم.

وبعد وصول الأفكار من مصادرها المختلفة يتم تصفيتها إلي مجموعات رئيسية علي عدة مراحل، والكلام مازال علي لسان نائب رئيس شركة اي بي ام العالمية لقطاع اتصالات المؤسسات، ويشير إلي إن كل مرحلة يتم تصفيه ودمج الأفكار المتشابهة ونتركها علي شبكة الانترنت gio/www.ibm.com لاي تعليقات أو إضافات ثم يقع الاختيار في نهاية الأمر علي عشرة أفكار رئيسية ثم ثلاثة يتم إنفاق مبلغ 100 مليون دولار عليها.

التركيز علي أفريقيا

هذا العام الذي ستعلن نتائجه أكتوبر القادم كانت الأفكار حول مشكلات المياه والمحيطات والأمن المجتمعي بعد انتشار العديد من الشبكات الاجتماعية، ويقول مدير مشروع GIO نحرص علي أن تكون أفكارنا ذات بعد خدمي ومجتمعي ونترك حرية ابتكار الأفكار وفق المشكلات والاحتياجات التي يراها المشتركين تم حياتهم ويومهم.

في عامه الرابع يحاول مشروع GIO الذي وجد استحسان كبير من العديد من المؤسسات الدولية أن يركز اهتمامه بصفة أساسية علي المشكلات التي تخص إفريقيا والشرق الأوسط والهند وأمريكا اللاتينية، وحسب قول ديفيد يون، فان هذا نابع من اقتناعاً ان هذه الشعوب لديها الكثير من التحديات والاحتياجات مما يجعلها الأكثر قدرة علي التفكير لكي تخرج بحلول تكنولوجية لمشكلاتها لفائدتها وفائدة مختلف دول العالم.

زر الذهاب إلى الأعلى